رغم الأخطاء الكثيرة التي ارتكبها مجلس إدارة اتحاد كرة القدم السابق، ورغم عجز ذلك الاتحاد عن توفير أجواء مثالية لمنتخبنا الكروي الأول بسبب نقص الخبرة الإدارية للاتحاد المذكور، إلا أن الشارع الرياضي بشكل عام وعشاق المنتخب ومتابعوه بشكل خاص تعاملوا مع المنتخب آنذاك على أنه حالة منفردة ودعمه واجب، بغض النظر عن هوية مدربه أو ماهية الشخص الذي يقود الاتحاد نفسه، علماً أن موقف السواد الأعظم من أبناء الشارع الرياضي كان معارضاً للعمل الذي يقوم به مدرب المنتخب أولاً، و الرئيس السابق لاتحاد كرة القدم ثانياَ، والرئيس السابق أيضاً للاتحاد الرياضي العام ثالثاً، وقد كانت نتيجة هذا الدعم والالتفاف الكبير حول المنتخب وتحييد الأخير عن الآثار السلبية للخلاف مع قادة رياضتنا وكرتنا، كانت نتيجة الدعم المذكور إيجابية جداً حيث ساهم هذا الدعم في وصول منتخبنا إلى الملحق الآسيوي من التصفيات المؤهلة للمونديال السابق ( روسيا ٢٠١٨)، بالمقابل يبدو الوضع اليوم مختلفاً بشكل جذري، ولا سيما في جزئية رضى الشارع الرياضي بشكل شبه تام عن الأسماء الموجودة على رأس الجهاز الفني لمنتخبنا الوطني أولاَ، وعلى رأس الهرم الكروي ثانياَ، و على رأس الهرم الرياضي ثالثاً، ولكن رغم الرضى عن الأسماء الموجودة إلا أن بعض الأصوات تسعى للعزف بشكل منفرد، والتغريد خارج السرب، وترصد كل الخطوات التي يقوم بها قادة كرتنا ورياضتنا، وتحاول تفسيرها بشكل خاطئ وبصورة مغايرة للحقيقة، وكأن المراد بالنسبة لهذه الأصوات هو تعكير المشهد العام، ومحاولة وضع العصي في عجلات تطور كرتنا خصوصاً، ورياضتنا بشكل عام.
طبعاً من حق الإعلام الرياضي ومعه طيف واسع من المحللين والنقاد الرياضيين أن يكون لهم وجهات نظر مختلفة نوعاً ما عن رأي الغالبية العظمى من أبناء الشارع الرياضي، وقد يكون ذلك تعبيراً عن حالة صحية مثالية يسعى فيها الجميع نحو مصلحة المنتخب، ولكن ماذا لو اتفق كل الأطراف على دعم اتحاد كرة القدم والمكتب التنفيذي للاتحاد الرياضي العام الجديدين والوقوف بصفهما (ولو مؤقتاً) حتى تحقيق حلم التأهل إلى المونديال؟!
بالتأكيد سيكون تحقيق الحلم أقرب وممكناً أكثر من أي وقت مضى، لأن الحالة الإيجابية التي مثّلها الدعم الجماعي لكرتنا خلال الفترة الماضية غطت على كل سلبيات المرحلة السابقة، وأوصلت المنتخب لمراحل متقدمة من مشوار التصفيات المؤهلة للمونديال السابق، وبالتالي فإن حالة الدعم حالياً ستكون ذات نتائج إيجابية أكثر.
يامن الجاجة