ثورة أون لاين – فاتن عادله:
ركود اقتصادي وإغلاق للحدود ومزيد من الخسائر الضخمة على كافة الصعد في أوروبا،هو ما تسبب به تفشي وباء كورونا المستجد وكشف حالة الترهل الأوروبية والغربية والتي كان أخطرها على الصعيد الصحي الذي لطالما تباهى به، حتى غيّر هذا الفيروس بأيام معدودة معادلة الغرب هذه وقلبها رأساً على عقب، بحيث باتت دوله الآن تسعى لإعادة خطواتها من جديد وترميم ترهلها وهو ما قد يشكل مزيدا من الصعوبات أمامها بسبب حجم الخسائر التي تتوالى تباعاً.
إعادة الترميم هذه خاصة مع دخول فصل الصيف دفع بالمسؤولين الأوربيين لإعادة فتح الحدود التي أغلقت لمنع تفشي جائحة الوباء حيث دعت فرنسا إلى مزيد من التنسيق بشأن إعادة فتح الحدود الداخلية بين دول الاتحاد، بينما أعلنت بعض الدول الأعضاء إجراءات في هذا الاتجاه مع اقتراب موسم السياحة الصيفي.
وخلال مؤتمر عبر الفيديو لوزراء السياحة الأوروبيين صرح وزير الدولة الفرنسي للشؤون الخارجية وشؤون أوروبا، جان باتيست لوموان، لإذاعة “ارتي ال”، بالقول: “التنسيق ملح جدا وهذه ستكون رسالتي ، والهدف منه هو إعادة فتح الحدود الداخلية تدريجيا بحوالي تاريخ 15 الشهر المقبل، وبحيث تتم على عدة مراحل، عبر رفع جزئي، اعتمادا على الوضع الوبائي في الأراضي الأوروبية المختلفة، يليه رفع عام.
إيطاليا بدورها أعلنت إعادة فتح حدودها أمام سياح الاتحاد الأوروبي اعتبارا من الثالث من حزيران القادم، فيما تسعى ألمانيا إلى رفع قيود التنقل المفروضة على حدودها في منتصف الشهر نفسه، كما تخطط خمس دول في وسط أوروبا (ألمانيا والنمسا وهنغاريا وسلوفاكيا والتشيك) لفتح الحدود المشتركة بينها في منتصف الشهر تقريباً.
تجاوز أزمة كورونا هذه استدعت الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون والمستشارة الألمانية أنجيلا ميركل الاثنين الماضي إلى اقتراح خطة نهوض بقيمة 500 مليار يورو بهدف مساعدة الاتحاد الأوروبي لتجاوز أضرار الوباء، عبر آلية غير مسبوقة لتشارك الدَّين الأوروبي.
وتقترح باريس وبرلين أن تموّل المفوضية الأوروبية هذا الدعم للنهوض الاقتصادي عبر الاقتراض من الأسواق “باسم الاتحاد الأوروبي”، في آلية غير مسبوقة في بنية الاتحاد.
وأكد ماكرون خلال مؤتمر صحافي مشترك مع المستشارة الألمانية عبر الفيديو أنه “لن يتمّ ردّ الـ500 مليار من جانب المستفيدين من هذه الأموال” مضيفاً أنها لن تكون قروضاً إنما مخصصات” مباشرة للدول الأكثر تضرراً.
خطة من هذا القبيل تشكل خطوة غير مسبوقة نحو تشارك الدين على المستوى الأوروبي، الأمر الذي لطالما عارضته برلين وكذلك دول شمال أوروبا.
وتأتي خطة النهوض هذه لتُضاف إلى برنامج الطوارئ بقيمة تقارب 500 مليار يورو أيضاً والذي صادق عليه وزراء مالية منطقة اليورو لمواجهة الوباء العالمي والذي يشتمل خصوصاً على قدرات للإقراض.
عموماً، سترصد أوروبا حوالى ألف مليار يورو لمواجهة الركود التاريخي الذي يلوح في أفق العام 2020م في منطقة اليورو (-7,7% بحسب توقعات المفوضية الأخيرة)، فيما يبقى على ماكرون وميركل إقناع مجمل الدول الأعضاء في الاتحاد الأوروبي باقتراحهما.
رئيسة المفوضية الأوروبية أورسولا فون دير لايين رحبت بـ”الاقتراح البناء الذي تقدمت به فرنسا وألمانيا”، فيما يُتوقع أن تقدّم المفوضية الأوروبية في 27 من الشهر الجاري خطتها للإنعاش الاقتصادي.