ثورة أون لاين- شعبان أحمد:
سورية التي فتحت ذراعيها للنظام التركي انطلاقاً من الثقة بالعلاقات وحسن الجوار…. قابلت الغدر المتأصل بهذا النظام الأهوج، الذي لا يعرف معنى الصدق ولا أصول حسن الجوار… نظام عثماني إخواني، دعم الإرهاب العالمي العابر للقارات .. سرق وخرق ودمر….
وآخر فصول هذا النظام الأردوغاني العثماني تكثيفه لعمليات التتريك الممنهجة في المناطق التي احتلتها قواته الغاشمة في الشمال السوري، معتمداً على أدواته الإرهابية الإجرامية التي تُنفذ أجنداته العثمانية، بعدما فشلت مخططاته الكبرى في سيطرة الإرهابيين على سورية، وتكسرت أحلامهم تحت أقدام الجيش العربي السوري….
سياسات التتريك العثمانية ومحاولة التغيير الديموغرافي، أخذت منحنياً تصاعدياً خلال الفترة الماضية في المناطق التي احتلتها قوات النظام التركي شمال الحسكة والرقة وحلب، وبدأت تتضح معالمها مع قيامها بتهجير مئات الآلاف من السوريين من منازلهم وتدمير المستشفيات و المدارس، والبنى التحتية برمتها لطمس هويتها، وتزوير تاريخها، وتوطين الإرهابيين وعائلاتهم في تلك المناطق…..
سياسة التتريك هذه بدأت منذ احتلال قوات الاحتلال التركي لمدينة عفرين في آذار 2018، حيث عمد هذا النظام العثماني إلى إطلاق الأسماء التركية على الساحات الرئيسية والبلدات والقرى، انسجاماً مع أوهام أردوغان العثمانية القائمة على الاحتلال، ودعم الإرهاب، والسرقة، والنهب، وانتهاك القوانين الدولية… كما عمد نظام أردوغان إلى فتح فروع للجامعات التركية في المناطق التي احتلتها قواته، وكذلك فروع للبنوك، ومكاتب الصرافة، والتعامل بالليرة التركية، ناهيك عن تعيين ولاة أتراك لبعض المناطق السورية…
نظام أردوغان عمد أيضاً إلى بناء جدار إسمنتي في محيط مدينة عفرين، واليوم يستكمل فصول أطماعه العثمانية في محيط رأس العين ببناء جدار عازل بريف المدينة بالتعاون مع مرتزقته لعزل البلدة، اإضافة إلى نهب وتدمير الآثار السورية لطمس الهوية التاريخية والحضارية لسورية….
سورية التي تدرك أن الأطماع العثمانية ليست بجديدة وهي تعود إلى أيام انهيار الأمبراطورية العثمانية، واندحار الاحتلال التركي عن الوطن العربي قبل أكثر من مئة عام، وتجددها اليوم باستخدام الإرهاب لن تجدي نفعاً ولن يستطيع أردوغان الأخواني أن يستعيد أحلام سلطنته المتداعية على الصخرة السورية…