ثورة اون لاين
أكد المهندس أوفا وسوف مدير الهيئة العامة لإدارة وتطوير الغاب أنه تم الاتفاق مع مديرية الموارد المائية لإنشاء سدة ترابية على مجرى نهر العاصي في قسم شطحة بموقع ناعور جورين في منطقة الغاب لحجز كميات من المياه الواردة من سدي الرستن ومحردة واستثمارها من قبل مزارعي التبغ والخضار.
من جهته أشار المهندس فادي عباس مدير الموارد المائية أن أعمال إنشاء السدة الترابية التي تم تحديدها في موقع ناعور جورين بدأ تنفيذها اليوم من قبل آليات مشتركة من مديرية الموارد المائية والهيئة العامة لإدارة وتطوير الغاب، لافتا إلى أن الغاية من السدة رفع منسوب المياه في مجرى النهر في ظل شح المصادر المائية وانخفاض منسوب مياه الينابيع والآبار جراء ارتفاع درجة الحرارة وقطع الإرهابيين للمياه من بوابات القرقور.
ويبلغ طول السدة نحو 45 متراً بارتفاع ثلاثة أمتار وستشكل داعماً لري محاصيل المنطقة.
ويأتي المشروع استجابة لمطالب مزارعي المنطقة في تأمين مياه الري لمحاصيلهم ومزروعاتهم ولاسيما التبغ الذي حل بديلاً استراتيجياً عن المحاصيل التقليدية حيث أصبحت زراعة التبغ مورد رزق أساسيا لأغلب فلاحي منطقة الغاب بحسب شهادات المزارعين وذلك بعد خسارتهم باقي الزراعات الاستراتيجية المهمة التي كان الغاب مصدر إنتاج مهماً لها كالقطن والشوندر السكري والحبوب والخضار جراء سيطرة الإرهابيين على بوابات القرقور وتحكمهم بعملية قطع وفتح المياه التي ألحقت الضرر بالمحاصيل وتسببت بإتلافها، معتبرين أن محصول التبغ يحتاج كميات كبيرة من مياه الري في طور إنتاجه والجريان الحالي للنهر غير قادر على تأمينها ما يجعل إنشاء سدة ترابية في مجرى النهر حلاً لإنهاء أزمة نقص مياه الري عند الفلاحين.
ولفت المزارعون الى أن تحكم الإرهابيين في فتح وإغلاق بوابات القرقور أدى إلى إلحاق أضرار بالغة بمزارعي منطقة الغاب وخصوصاً في أراضي جورين وشطحة والفريكة وناعور جورين وغيرها إضافة إلى هدر مياه نهر العاصي وضياعها، منوهين بأن إنشاء سدة ترابية في مجرى النهر بموقع يسمى شقة مياه الألمان عند الحاكورة يأتي حلاً لاستيعاب رافد المياه القادم من الشقة المائية السورية واستفادة مزارعي المنطقة منها عند إطلاق المياه من سد الرستن.
وبحسب قول أحد المزارعين من قرية الفريكة فإن معاناة مزارعي المنطقة بدأت منذ عدة سنوات مع سيطرة المجموعات الإرهابية على بوابات القرقور بريف إدلب الشمالي الغربي المتاخم لمنطقة الغاب وتحكمهم بعملية فتحها وإغلاقها ما يسفر عن غرق محاصيل وأراضي منطقة الغاب شتاء وعطشها صيفاً كما هو الحال حالياً بالنسبة لمحصول التبغ الصيفي الذي يحتاج كميات وافرة من المياه في فترة زراعته لافتاً إلى أن الكثير من المزارعين يضطرون لتأمين مياه الري لمحاصيلهم عبر استجرار مياه النهر بمسافة تتراوح بين 1 و2 كيلو متر ما يزيد من التكاليف عليهم ويضاعف من معاناتهم وأعبائهم.