نعم، إنها عواصف نارية “بشرية لا طبيعية” بامتياز .. عواصف مفتعلة بفعل فاعل أمريكي وأوروبي وداعشي أتت نيران حقدهم وغلهم وغضبهم وكرههم وإجرامهم المستعرة على آلاف الدونمات من الأراضي الزراعية الخيرة بالقمح والشعير والأشجار المثمرة وحولتها إلى رماد، وأتلفت مئات الأطنان من المحاصيل الإستراتيجية والرئيسية، وسرقت جهد أشهر طويلة لمئات الفلاحين والأسر الريفية، وألحقت بهم خسائر مادية بعشرات الملايين من الليرات.
أصابع الاتهام تشير وحدها إلى الجاني والمجرم الأمريكي ومرتزقته الإرهابيين، الذين يتناوبون على الرغم من كل الخسائر والإخفاقات والنكسات التي منوا بها على الأرض السورية إلى نقل بندقية إرهابهم من الكتف السياسي إلى الكتف الاقتصادي إلى الإعلامي وصولاً إلى الغذائي ولقمة عيش المواطن ومصدر رزق الفلاح الوحيد.
هذه هي حقيقة راعي البقر الأمريكي، وهذا هو أيضاً ما كشف عنه موقع انترناشونال بزنس تايمز الإخباري بنسخته الصادرة في سنغافورة الذي أكد في تقرير نشره مؤخراً أن الحرائق التي تعرضت لها حقول القمح في منطقة الجزيرة السورية مؤخراً نفذتها قوات الاحتلال الأمريكية بأوامر مباشرة من الرئيس دونالد ترامب، حيث أقدمت طائرة “أباتشي” تابعة لقوات الاحتلال الأمريكية في السابع عشر من الشهر الجاري على إحراق أكثر من 200 دونم من حقول القمح بريف الحسكة.
نعم، إنها حلقة جديدة من سلسلة الإرهاب الأمريكي، وجريمة متصلة لا منفصلة من جرائم رعاة البقر الذين يبدو أن أفلامهم الهوليودية الإجرامية لم تتوقف عن عتبة دعم وتسلح وتدريب وتهريب القتلة المجرمين إلى أرض سورية الخيرة الطاهرة المعطاءة، ولا حتى بتشديد إجراءاتها القسرية الأحادية من حصار وعقوبات اقتصادية ظالمة تحت اسم قانون قيصر ضد الشعب السوري ولا بسرقة الثروة النفطية الوطنية عبر أدواتها المأجورة الذليلة، بل ذهبت إلى أبعد من ذلك بكثير من خلال تعمدها عن سبق إصرار وترصد وتصميم افتعال الحرائق في أراضي الفلاحين لمنعهم من بيع محصولهم للدولة السورية في محاولة بائسة ويائسة منهم لتشديد الضغط على الشعب السوري ولاسيما مع انتشار وباء كورونا العالمي الذي شل معظم اقتصاديات دول العالم .. لكن الشيء الذين لا يريدون الاعتراف به أو حتى تذكره هو أن الفلاح والطبيب والمهندس والمدرس والعامل … أقوى من كل الإجرام والإرهاب الأميركي والغربي .. وأبقى .. والزوال هو المصير الحتمي للغزاة.. وأننا ورغم أنوفهم جميعاً سنبقى نأكل مما نزرع ونلبس مما نصنع.
الكنز – عامر ياغي