عيد الفطر السعيد أحد أبرز مظاهر الفرحة والبهجة في حياة الناس، حيث يأتي تتويجاً لصيام شهر رمضان بكل ما فيه من الفرح والاحتفال والسرور، لكن طقوس الاحتفال بعيد الفطر السعيد هذا العام لها خصوصية ليس عندنا وحدنا إنما في العالم اجمع ،وخصوصيتها تكمن في أننا نعيش إجراءات يلزمنا بها انتشار جائحة الكورونا المتفشية في العالم ونحن منه ،فرغم كل الإجراءات الحكومية الصادرة والتي تؤكد أهمية الوعي من قبل المواطنين والتصرف بأعلى درجات الحرص والمسؤولية لناحية الالتزام باشتراطات السلامة الصحية خارج المنزل وداخله ،ومنع أي مظهر من مظاهر للتجمعات التي تتعلق بالعيد خاصة ألعاب الأطفال بكل مكوناتها وصالات الألعاب ،إضافة لحظر التجول الليلي المفروض خلال فترة العيد من السابعة والنصف مساء حتى السادسة من صباح اليوم التالي ،إضافة لمنع إقامة المناسبات الاجتماعية .
طبعا في العيد هناك استنفار كامل لكافة الجهات الخدمية وبخاصة الصحية منها ،وهي بالأساس أي الصحية بحالة نفير كامل لمواجهة هذا الوباء الخبيث.. استنفار لرجال الإطفاء الذين نشد على أيديهم وهم يقومون بإطفاء حريق قد يودي بحياة الكثيرين.. وفوق كل ذلك وأولاً وقبل كل شيء استنفار أولئك الغيارى الواقفين على حدود الوطن وهم يذودون عن كل حبة تراب من أرضنا الطهور ،وبمناسبة العيد نقول لكل بطل منهم كل عام وانتم بألف خير يا صناع النصر يا حماة الديار .
اذاً عيد الفطر هذا العام ذو طابع خاص لا يستطيع الواحد منا أن يقوم بالواجبات الاجتماعية التي تتطلبها طقوسه، ولا حتى زيارة المقابر حيث توجد جثامين الأحبة من الأهل والأقارب والأصدقاء الذين فارقونا، فالأمر اذا مقتصر على المعايدات الهاتفية ،أو عن طريق مواقع التواصل الاجتماعي .
العيد هذا العام كما الأعياد التي مرت علينا، فيه نستذكر أرواح الشهداء الذين قدموا أرواحهم حبا للوطن والدفاع عنه . . نستذكر عائلات الشهداء وننحني أمام تضحيات أبنائهم ،نستذكر الجرحى وعائلاتهم.. نستذكر كل شخص عزيز علينا ولا نستطيع القيام بالواجب تجاهه .
بكل الاحوال ونحن نعيش أيام العيد . . عيد الفطر السعيد نقول لسيد الوطن كل عام وأنت بألف خير . . كل عام وأنت تقودنا من نصر إلى نصر حتى نحقق النصر الأكبر على أعداء الأمة ويعود كل شبر من أرضنا الغالية للوطن الأم سورية الحبيبة .
حديث الناس- اسماعيل جرادات