حرائق المحاصيل.. إرهاب اقتصادي

لا نستغرب كسوريين أي عدوان جديد علينا بعد سلسلة الاعتداءات التي شهدناها منذ ما قبل استقلالنا لتأخذ أبشع وأشنع الأشكال خلال سنوات العدوان التسع الأخيرة، ولم يكن مفاجئاً لنا أن يقوم الإرهابيون بحرق المحاصيل الزراعية من قمح وشعير في مختلف المناطق التي يصلون إليها، فهم في العام الماضي أشعلوا نيران حقدهم في حقول القمح في الحسكة ودير الزور والرقة وحلب وإدلب ودرعا، وهم اليوم مستعدون وجاهزون للقيام بذات الدور المنحط خدمة لمصالح مشغليهم من صهاينة ومستعمرين ممن اعتادوا على سلب خيرات العباد عبر مختلف أنواع السيطرة.
وعلى الرغم من توقعاتنا ومعرفتنا بسلوكهم ، إلا أن الجديد في الأمر هو أن يصدر أمر استخدام النار شكلاً في القضاء على المحاصيل الزراعية من رئيس الدولة التي تدعي أنها حامية الديمقراطية وهي الدولة العظمى التي تدعي العمل على الحفاظ على الأمن والسلام في كل أرجاء المعمورة، فكيف ينبغي للأمر أن يكون في ظل انتشار وباء كورونا الذي استدعى تعاوناً دولياً غير مسبوق لمواجهة خطر يتهدد الجنس البشري كله بغض النظر عن مواقفه السياسية واصطفافاته العقائدية ، وبعيداً عن الجنس واللون والأصل.
لقد طالع العالم بكثير من السقوط الأخلاقي والسياسي طلب الرئيس دونالد ترامب إلى قواته الغازية القيام بحرق حقول القمح في الجزيرة السورية إمعاناً منه في حرمان الشعب السوري من مقومات استمراره في الحياة ، بعد فشل كل محاولاته بالتعاون مع مجرمي العالم في تدمير سورية وإسقاط أنموذجها المتفرد في التمازج والتلاحم والتكامل الاجتماعي والسياسي والعقائدي.

فقد كشفت تقارير أن الرئيس الأمريكي دونالد ترامب وافق على تدمير محاصيل القمح في سورية.

وأفادت وكالات الأنباء والصحف العالمية أن القوات الأمريكية استخدمت مروحيات “أباتشي” لإسقاط بالونات حرارية على حقول القمح في محافظة الحسكة الأمر الذي أدى إلى احتراق قرابة ثلاثمئة هكتار من حقول القمح والشعير الجاهزة للحصاد.
وهنا نجد أن الجهات التي تقود العدوان على سورية تعترف أن قوات أميركية غازية أحرقت مساحات كبيرة من حقول محاصيل القمح، وظهر أكثر من تقريرصحفي وتلفزيوني يفيد بأن تدمير تلك المحاصيل نفذته القوات الأميركية بناء على أوامر وافق عليها الرئيس دونالد ترامب شخصياً، فماذا يبقى للمعتدين من أساليب أكثر وضاعة مما يتصرفون؟
لا يمكن وصف هذه الجرائم بأقل من أنها إرهاب اقتصادي موصوف يهدف إلى تجويع شعب وحرمانه من أبسط حقوقه في الحصول على غذائه في ظل حالة حصار خارجة عن كل الأعراف والقوانين الدولية عبر اجراءات قسرية أحادية الجانب تمنع الماء والهواء والدواء عن الشعب السوري ، يزيد من ضراوتها انتشار فيروس كورونا القاتل وعجز كبرى الدول، وعلى رأسها الولايات المتحدة الأمريكية ذاتها عن مواجهته بطريقة علمية مقنعة ، فماذا ننتظر بعد ذلك؟
والجواب أننا قد صمدنا، وقد خبرنا شكل الصمود وعرفناه ونحن بلا أدنى شك ماضون فيه حتى نحقق انتصارنا الموعود، وسيكون قريباً وأقرب مما يتوهمون.

معاً على الطريق – مصطفى المقداد

آخر الأخبار
كيف نحمي حرفة تعود إلى ٢٥٠٠ عام قبل الميلاد ? صناعة السفن في جزيرة أرواد مهدَّدة بالاندثار! منظومة طاقة شمسية لبئرالسهوة بدرعا مناقشة احتياجات بلدات اللجاة بدرعا مهمة طارئة لمكافحة حرائق المحاصيل في تل أبيض ورأس العين اللبنات الأولى للمنطقة الحرة في إدلب وميناء جاف علوش لـ"الثورة: خطوة اقتصادية واعدة تعزز التنمية الأفراح تحت رحمة الرصاص.. فوضى السلاح تهدد أمن المجتمع دمى "الكروشيه" تحمل رسالة محبّة إلى العالم صناعة الكراهية والخطاب الطائفي.. تهديد للمجتمعات المحامي برجاس لـ الثورة: ضرورة وجود قانون واضح ومح... ألم تشبع الأرض من دماء السوريين؟! المستقبل لا يبنى على الكراهية والانتقام "أدباء غزة..الشّهداء" مآثر حبرٍ لن يجف تقديم الاعتراضات لنتائج مفاضلة الدراسات العليا غداً  ضخ المياه إلى القصاع وجناين الورد والزبلطاني بعد إصلاح العطل بن فرحان وباراك يبحثان خطوات دعم سوريا اقتصادياً وإنسانياً السلل الغذائية تصل إلى غير مستحقيها في وطى الخان  باللاذقية إجراءات لحماية المواقع الحكومية وتعزيز البنية الرقمية  منطقة حرة في إدلب تدخل حيز التنفيذ لتعزيز التعافي الاقتصادي The NewArab: المواقع النووية الإيرانية لم تتأثر كثيراً بعد الهجمات الإسرائيلية الهجمات الإسرائيلية تؤجل مؤتمر الأمم المتحدة حول حل الدولتين قداح يزود مستشفى درعا الوطني بـ 6 أجهزة غسيل كلى   تعبئة صهاريج الغاز من محطة بانياس لتوزيعها على المحافظات