منطق القوة.. خيار غربي فاشل

بانتظار الرد الأميركي على وثيقة الضمانات الأمنية الروسية لنزع فتيل التوتر مع (الناتو)، وكذلك الرد الغربي على المقترحات الإيرانية بخصوص الاتفاق النووي، يبقى العالم أسير الهواجس من مغبة تشبث أميركا وحلفائها الغربيين بعقلية الاستعلاء، ومنطق القوة لفرض الشروط والإملاءات، فاستمرار هذه السياسة تنذر بكوارث حقيقية على الأمن والسلم الدوليين.
حتى الآن، تبدو الردود الأولية من قبل أميركا وذراعها العسكري(الناتو)، على الضمانات الروسية مخيبة للآمال، وغير مشجعة على خفض التوترات في أوروبا، حسب تأكيد الخارجية الروسية، ما يعني أن مرحلة جديدة من المواجهة ستنتظر الجانبين بحال لم يبادر الغرب باتخاذ خطوات جادة وبناءة لتهدئة مخاوف موسكو، والتي تعززها شروط (الناتو) المسبقة لإجراء أي مفاوضات ثنائية بهذا الخصوص، ويأتي إعلان الأمين العام لحلف شمال الأطلسي ينس ستولتنبرغ، بأن (الحلف) مصمم على الاستمرار في التوسع شرقاً، ويرفض مطالب روسيا لاستبعاد انضمام أوكرانيا إليه، ليدلل على نية الغرب الاستمرار في التصعيد ضد روسيا.
كذلك فإن اشتراط الولايات المتحدة عدم إجراء أي مباحثات ثنائية بين واشنطن وموسكو من دون وجود من تسميهم شركائها في أوروبا، يدل على أن ثمة سيناريو أميركي لتوزيع أدوار التعطيل بين أميركا وأتباعها الأوروبيين، فالكل سيكون له وجهة نظر مختلفة إزاء المحادثات، بهدف تضييع الوقت، وتمييع المطالب الروسية، وهذا لن يكون في مصلحة الدول الغربية، ولاسيما إنها لا تملك سوى إعلان التصريحات الاستعراضية فقط، وتفتقد لأي إستراتيجية واضحة في التعاطي مع أي انفجار محتمل قد تقود إليه سياساتها العدائية تجاه روسيا، وقد سبق لواشنطن أن أكدت بأن سياسة فرض العقوبات هي أقصى ما تستطيع اللجوء إليه، بحال دفع الغرب نحو نشوب تصادم عسكري في أوكرانيا.
تصعيد الضغوط الأميركية والغربية تجاه روسيا، يتطابق تماماً مع ما تتعرض له الجمهورية الإسلامية الإيرانية خلال محادثات فيينا، فالدول الغربية ذاتها تلجأ لأسلوب توزيع الأدوار لجهة تحميل إيران مسؤولية عدم إحراز تقدم كبير في الجولة السابعة، وهي عاودت لممارسة سياسة الضغوط القصوى قبل استئناف الجولة الثامنة خلال الأيام القادمة، ولكن رغم كل أجواء التعطيل والتشويش الغربية على المبادرة الإيرانية، إلا أنه تم قبول المسودتين التي اقترحتهما طهران ودمجهما ضمن النصوص الجاري مناقشتها بين الأطراف المعنية، وهذا يوضح مسألة مهمة بأن أميركا وأتباعها الأوروبيين عجزوا مرة أخرى عن فرض الشروط والإملاءات على إيران، وربما أدركوا بأن لغة التهديد والوعيد لن تجدي نفعاً، وبأن خيار الحوار هو السبيل الأنجع، وعليهم عدم تفويت الفرصة في الجولة القادمة.
تأجيج التوتر، لاشك أنه مصلحة أميركية، لأنها ترى فيه دعامة قوية لصناعاتها العسكرية، في ظل تردي أوضاعها الاقتصادية، وهي تدفع بأتباعها الأوروبيين، وعملائها في المنطقة ليكونوا وقود أي تصادم عسكري محتمل مع روسيا أو إيران، ولكن واشنطن لن تكون بكل تأكيد في منأى عن تداعيات أي حماقة عسكرية قد يرتكبها الغرب.

نبض الحدث- بقلم أمين التحرير ناصر منذر

آخر الأخبار
تعزيز الشراكة لتمكين المرأة السورية.. اجتماع رفيع المستوى بين وزارة الطوارئ وهيئة الأمم المتحدة للمر... مناقشة تعزيز الاستقرار وسيادة القانون بدرعا  "الأوقاف" تعيد "كندي دمشق"إلى المؤسسة العامة للسينما  سوريا و"الإيسيسكو" تبحثان التعاون العلمي وحماية التراث الثقافي في سوريا  الاقتصاد تسمح باستمرار استيراد الجلديات وفق شروط "فسحة أمل" بدرعا ترسم البسمة على وجوه الأطفال المهجرين   عشائر عرب السويداء:  نحن أصحاب الأرض و مكون أساسي في السويداء ولنا الحق بأي قرار يخص المحافظة  المبيدات الزراعية.. مخاطرها محتملة فهل تزول آثارها من الأغذية عند غسلها؟ "العقاري" على خُطا "التجاري" سباق في أسعار السلع مع استمرار تصاعد سعر الصرف "الموازي" النباتات العطرية .. بين متطلبات الازدهار وحاجة التسويق 566 طن حليب إنتاج مبقرة فديو باللاذقية.. والإنتاج بأعلى مستوياته أولمبي كرتنا يواصل تحضيراته بمعسكر خارجي ومواجهات ودية حل فعال للحد من مضاربات الصرافة.. مصرفي : ضبط السوق بتجسير الهوة بين السعرين رسمياً المواس باقٍ مع الشرطة الرئيس الشرع يستقبل البطريرك يازجي .. تأكيد على ترسيخ أواصر المواطنة والتآخي شركات التأمين .. الكفاءة المفقودة  ! سامر العش لـ"الثورة": نحن أمام فرصة تاريخية لتفعيل حقيقي  للقطا... "ممر زنغزور".. وإعادة  رسم الخرائط في القوقاز الإنتاج الزراعي .. مشكلات "بالجملة " تبحث عن حلول  وتدخلات الحكومة خجولة ! أكرم عفيف لـ"الثورة": يحت... قبل خسارة صناعتنا.. كيف نستعيد أسواقنا التصديرية؟