أميركا وأوروبا..عنصرية مستفحلة ووحشية متجذرة

أميركا تخلع اليوم كل الأقنعة عن وجهها القبيح، والدول الأوروبية تميط اللثام عن إنسانيتها المزيفة بحكم إصابتها بفيروس العدوى الأميركية، لتظهر صورة الغرب المتوحش من دون أي رتوش أو مساحيق تجميلية، والعالم بات أمام مشهد واضح تتعرى فيه كل القيم الاخلاقية والإنسانية الزائفة التي تتلطى وراءها الولايات المتحدة وأتباعها الأوروبيون.
الحرب الإرهابية ضد سورية التي جندت لها أميركا كل الحثالات في العالم من مرتزقة وأنظمة وحكومات، كشفت الكثير من الحقائق التي عرت نفاق الغرب، وأظهرت نزعته العدوانية والإجرامية، وازدواجية المعايير التي يمارسها لفرض قانون شريعة الغاب بما يتوافق مع أطماعه الاستعمارية، ورؤيته لشكل النظام العالمي الجديد الذي يسعى لبنائه على قاعدة أن الحكم هو للقوة الغاشمة، وليس للمبادئ والقوانين الدولية، وعلى سبيل المثال، فإن الإرهابيين بمختلف جنسياتهم الذين تستخدمهم أميركا والحكومات الأوروبية لسفك دماء السوريين هم “معارضة” بالمفهوم الأميركي والأوروبي ويجب دعمهم بكل السبل، أما المحتجون ضد الجرائم العنصرية التي ترتكبها سلطات الأمن الأميركية بحق مواطنيها من أصول إفريقية فهم “بلطجية وسفاحون وقتلة” يجب مواجهتهم بالحديد والنار، وأي حركات احتجاجية في أوروبا ضد تردي الأوضاع المعيشية والسياسات الحكومية يجب أن تقمع بكل أساليب العنف والبطش لأنها تمثل تهديداً لأمن الدولة وفق القوانين الغربية، كما حدث “للسترات الصفراء الفرنسية” وامتدادها إلى بقية الدول الأوروبية، فيما تنقلب صورة تلك القوانين عندما تواجه الدولة السورية إرهاباً موصوفاً عابراً للقارات يهدد أمنها وسيادتها ووحدة أراضيها!.
عندما قرر الجيش العربي السوري خوض معركته ضد الإرهاب ارتفع عويل وصراخ الغرب، وأطلق مسؤولوه سيلاً من التهديد والوعيد، والتحذير من أي مساس يصيب الإرهابيين بمكروه، وتداعت دوله لعقد عشرات الجلسات الطارئة لمجلس الأمن، فيما العالم يشاهد اليوم على شاشات التلفزة وحشية أميركا المفرطة بحق مواطنيها من ذوي البشرة السوداء، وكيف يقتلون تحت أقدام شرطة المعتوه ترامب الذي بارك وهنأ وتوعد بالمزيد، ولكننا لم نسمع مسؤولاً أوروبياً واحداً يدعو لعقد جلسة طارئة لمجلس الأمن، حتى بيانات الإدانة والاستنكار لم تصدر عن أي جهة أوروبية، والكثير من الإعلام الغربي الذي روج للأكاذيب عن سورية لم يتعاط مع الاحتجاجات المشتعلة في عدد من الولايات الأميركية، وكأن الذين تقتلهم الشرطة الأميركية وفق شريعة الغاب لا يخضعون لأي معيار إنساني بالمفهوم الغربي.
الاستهتار بحياة الشعوب والقوانين الدولية باتت السمة الملازمة لسياسات الغرب المتوحش، فالحكومات الأوروبية، وعصابات المحافظين الجدد في واشنطن، لا يهمهم في سورية سوى التنظيمات الإرهابية الوهابية التكفيرية التي يمدونها بالمال والسلاح، ولا يعنيهم سوى ميليشيات انفصالية يقوون شوكتها لتحرس مصالحهم الاستعمارية، أما الشعب السوري المدافع عن أرضه، الذي يقدم قوافل الشهداء من أجل عزة وطنه فهو خارج كل حساباتهم الأخلاقية والإنسانية، فيمارسون بحقه كل أشكال الإرهاب العسكري والاقتصادي والنفسي والصحي، وينهبون ثرواته ويفرضون عليه حصاراً جائراً للنيل من عزيمته وإرادته، وتلك الحكومات والعصابات نفسها في أوروبا وواشنطن لا ترى في أميركا سوى أصحاب البشرة البيضاء، فيعززون مكانتهم على حساب حياة أقرانهم من ذوي البشرة السوداء، لأنهم من أصول إفريقية لا قيمة ولا وزن لهم وفق قوانين الغرب العنصرية، وكذلك لا يرون في هذا العالم سوى كيانات عنصرية تتفق معهم في غرائز القتل والإرهاب، وأنظمة عميلة تروج لسياساتهم العدوانية، وتتبنى أحكامهم وقوانينهم العبثية التي يستخدمها الغرب لفرض الهيمنة، والتحكم بمصائر الشعوب.

 بقلم أمين التحرير: ناصر منذر

آخر الأخبار
التحول نحو الاقتصاد الحر.. خطوات حاسمة لدعم المصرف المركزي السوري فزعة الأشقاء.. الأردن يهبّ لمساندة سوريا في إخماد حرائق الساحل أول شحنة منتجات من المدينة الصناعية بحسياء إلى الولايات المتحدة الأميركية رئيس الجمهورية يتابع ميدانياً جهود الاستجابة لحرائق ريف اللاذقية  تشكيل مجموعة العمل المشتركة حول التقنيات المالية بين مصرف سوريا المركزي ووزارة الاتصالات 138 خريجاً من مدرسة التمريض والقبالة في حلب يؤدّون القسم تحفيز إبداع فناني حمص مبادرة وطنية لحفظ وتثمين التراث السوري الهيئة الوطنية للمفقودين تطلق المرحلة الأولى من عملها هوية دمشق القديمة.. حجر اللبون بين سوء تنفيذ.. وترميم غير مدروس بحث تطوير مطار حلب وخطوات جديدة نحو الإقلاع الاقتصادي حركة نشطة عبر معبر السلامة.. أكثر من 60 ألف مسافر في حزيران وعودة متزايدة للسوريين بين المصالح والضغوط.. هل تحافظ الصين على حيادها في الحرب الروسية-الأوكرانية؟. صحة حمص تطور خبرات أطباء الفم والأسنان المقيمين تخفيض أجور نقل الركاب على باصات النقل الحكومي بالقنيطرة أطباء "سامز" يقدمون خدماتهم في مستشفى درعا الوطني استجابة لشكاوى المواطنين.. تعرفة جديدة لنقل الركاب في درعا كيف تخلق حضورك الحقيقي وفعلك الأعمق..؟ حرائق الغابات تلتهم آلاف الهكتارات.. وفرق الإطفاء تخوض معركة شرسة للسيطرة على النيران سوريا وقطر تبحثان توسيع مجالات التعاون المشترك