تغول في الإجرام، وتطاول وقح على القوانين والشرعية الدولية، هي صفات وميزات أفعال الولايات المتحدة الأميركية، حينما بدأت باحتلال أرض سورية تحت حجة محاربة الإرهاب، فكانت سنداً له، وحولته مطية لتحقيق مخططات استعمارية أخرى، تبدأ بتقسيم الأرض السورية، ولا تنتهي بتحويلها إلى أداة طيعة في خدمة الكيان الصهيوني الغاصب.
منذ بداية الحرب الإرهابية على سورية، لم تترك الولايات المتحدة الأميركية وسيلة إلا واستخدمتها في عدوانها، دعمت الإرهابيين بعد أن جندتهم، سهلت دخولهم، مدتهم بأسباب البقاء، ووفرت لهم الغطاء السياسي لتبرير جرائمهم، ومع فشل جميع المحاولات، وانهيار الفصائل الإرهابية ومشاريعهم بفضل انتصارات الجيش العربي السوري، تدخلت أميركا شخصياً، فاستقدمت آلة حربها العدوانية، ونصبتها في منطقة الجزيرة السورية، بعد أن مد (البعض) الخائن الانفصالي لها جسوراً للدخول إلى هناك، وتحول إلى مداس عند المحتل الأميركي.
لم يفلح الأميركي ورغم (الجسر العميل الخائن) من تحقيق أهدافه، فكان اللجوء إلى سياسة النفاق والخداع، تخبّطَ كثيراً في ممارساته، وتاهَ في خطاباته، فادعى حيناً أنه هزم “داعش” الإرهابي، وحان الانسحاب، ثم تراجع تارة أخرى، ليبرر سرقة النفط، فزعم أن ثمة خطراً من عودة “داعش” الإرهابي، ليستقدم المزيد من آلته الحربية في ريفي الحسكة ودير الزور.
بطائرات من دون طيار، وصواريخ موجهة وذخائر، وعربات مدرعة ودبابات، إضافة إلى استقدام 400 جندي خلال الأشهر الماضية، تحاول الإدارة الأميركية فرض واقع جديد في مناطق شمال وشمال شرق سورية، إلا أن الحقيقة الأوضح التي تفرزها الأيام هي حالة الرفض والمقاومة الشعبية لجميع أشكال الوجود الأميركي، والتركي وكل خارج عن الشرعية الوطنية، وإرادة الدولة السورية، ولتؤكد تلك الحالة الشعبية الرافضة للوجود الأجنبي أن لا بقاء لمحتل مهما استقدم من قوة، وستبقى الأرض سورية سيدة حرة أبية، وكل محتل إلى زوال مهما بغى وتجبر.
منـذر عيـد – حدث وتعليق
moon.eid70@gmail.com