القرارُ الخانق..!

 

هناك قرارات على الصعيد الاقتصادي والمعيشي قد لا تكون صحيحة لمجرد الاقتناع بدراسات نظرية، واستمزاج آراء بعض المسؤولين، إذ كان لا بدّ قبل أن تدخل حيّز التنفيذ من إجراء كشفٍ ميداني على المطارح التي تتأثّر بالقرارات، والوقوف على الارتدادات المحتملة التي ستنجم عنها، ومن ثم تقييم هذه الارتدادات، وبناء عليه يُتّخذ القرار المناسب.

أحياناً يتم تجاوز المتأثرين بالقرار ولاسيما عندما يكون له جوانب مختلفة، فيتم التركيز على بعض الجوانب، ولا تحظى جوانب أخرى بالاهتمام الكافي، فتَتَحقّق أهداف إيجابية من جهة، على حين يخلق القرار منعكسات سلبية، وقد تكون عند أصحابها كارثية من جهةٍ أخرى.

فمثلاً عمدت بعض المحافظات ( ومنها اللاذقية ) عند اشتداد أزمة الغاز، إلى إلزام أصحاب المطاعم ومحلات السندويش .. وما دار في فلك هذه الخدمة، باستخدام أسطوانات الغاز الكبيرة الخاصة للمطاعم، ومُنع هؤلاء جميعاً من استخدام الاسطوانات المنزلية تحت طائلة المسؤولية.

ربما كان للمحافظة مآرب إيجابية تصبّ في إطار التخفيف من الأزمة على المواطنين عند اتخاذ القرار، واستخدام المطاعم لأسطوانات الغاز المنزلية ربما كان يساهم بزيادة الاختناق، وربما لشركة محروقات مصلحة معينة بذلك.

لا بأس .. بالتأكيد لا أحد ضد التخفيف من الأزمة، وكلنا مع دعم شركة محروقات إلى أبعد الحدود لتتمكن من تقديم أفضل الخدمات، ولكن مثل هذا القرار كان لابدّ من التهيئة له بشكلٍ صحيح وسليم، كان لا بدّ من تمكين أصحاب المطاعم من الحصول على الأسطوانات الكبيرة بشكلٍ مريحٍ، غير أن هذا لم يحصل، فقد ظهرت مع إجراءات التنفيذ عوائق كبيرة عند البعض وعوائق لا تُحتمل عند البعض الآخر، عندما طُلِبَ من أصحاب المطاعم وبشكلٍ إلزامي شراء الأسطوانات الكبيرة، ومن ثم تعقيد عملية التبديل ولاسيما في القرى النائية، فضلاً عن عدم توفر الغاز كما يجب في تلك الأثناء.

في عطلة العيد ذهبت إلى ربوع قريتنا الجميلة النائية في منطقة جبلة، ورأيتُ صديقاً كان يكسب رزقه من مطعم سندويش صغير، وقد حكى لي بألمٍ شديد كيف أنّ الجهات المعنية في المحافظة أوصلته إلى إغلاق المطعم الذي كان يعيل ثلاث أسر، حيث لم يستطع شراء أسطوانات الغاز الكبيرة .. وسألني : ما الذي كانت خسرته المحافظة لو يسّرت لنا الأمر أكثر ..؟ نحن لسنا ضد استخدام الأسطوانات الكبيرة من حيث المبدأ، ولكن لا قدرة لنا على شرائها دفعة واحدة، لو أنهم فقط قسّطوها لنا لكنّا استطعنا الاستمرار، وكنّا تدبّرنا أمرنا على الرغم من صعوبة التعبئة, وكان على متخذي القرار تيسير الأمرين معاً .. ولكنهم حاصرونا بقرارهم .. وها نحن نختنق بعد انضمامنا إلى جيوش العاطلين عن العمل.
على الملأ – علي محمود جديد

آخر الأخبار
جريمة بشعة.. ضحيتها طفلتان في "الشيخ مسكين" بدرعا أنقرة ودمشق تؤكدان وحدة الموقف ومواصلة التنسيق لمواجهة الإرهاب قطر تدعم التعافي النفسي في سوريا بمشروع نوعيّ الرئيس الشرع: تنسيق الجهود الوطنية لتحقيق تنمية شاملة دعم جهود العودة الطوعية للاجئين العائدين تعزيز الشفافية والتشاركية بحلب بين الحلقات الاقتصادية والاجتماعية ملامح جديدة لتنظيم المنشآت التعليمية الخاصة كارثة أمام أعين الجميع.. اختطاف الطفل محمد في اللاذقية الاستفادة من الخبرات العالمية لتطوير المناهج وطرائق التدريس قطع كابلات الاتصالات والكهرباء بين درعا وريف دمشق مبادرة تشاركية لتنظيف مرسى المارينا في طرطوس معدلات القبول للعام.. حرمت مئات طلاب "حوض اليرموك" "تجارة وصناعة درعا" في التجارة الداخلية لبحث التعاون المصارف الاستثمارية.. خطوة نحو تمويل المشروعات الكبرى هل ملأت المرأة المثقفة.. فراغ المكان؟ فوضى الكابلات والأسلاك.. سماء دمشق تحت حصار الإهمال المتجذر !   تحويلات الخارج تحرّك السوق..وتبُقي الاقتصاد في الانتظار تقرير حقوقي يوثق انتهاكات واسعة ترتكبها "قسد" في الرقة ودير الزور الروابط الفلاحية في حمص تطالب بإنقاذ محصول الزيتون من أزماته أردوغان: على "قسد" أن تكمل اندماجها في المؤسسات السورية