على وقع الجريمة النكراء التي شهدتها مدينة مينابوليس الأميركية، حيث أقدم عناصر من الشرطة الأميركية على قتل مواطن أميركي من أصول إفريقية، تستعيد الولايات المتحدة الأميركية وجهها العنصري البغيض، وتقدم نفسها مرة جديدة عارية من زيف الشعارات التي تستخدمها في العادة للتدخل في شؤون الدول الأخرى تحت عناوين إنسانية، حيث لا تخلو منطقة من مناطق العالم من عبث واشنطن وعبث أساطيلها وانتهاكات جيوشها ومؤامرات استخباراتها وألاعيب دبلوماسييها وتدخلاتهم وحركة جواسيسها وأقمارها الصناعية وطائراتها التجسسية، كإمبراطورية نهب وهيمنة واحتلال وعدوان، تريد أن تفصّل البشرية على مقياس أطماع حكامها ذوي النزعة العنصرية الاستعلائية المريضة.
جريمة مينابوليس ليست الأولى من نوعها وبالتأكيد لن تكون الأخيرة، فقد تكررت الجريمة بحق الملونين، ولعل أقذر ما فيها هي الطريقة العنصرية التي رد بها ترامب على الحادثة وتفرعاتها والتي يمكن أن تقود أميركا إلى حمام دم نتيجة دعوته لاستخدام العنف والرصاص الحي ضد المحتجين، وهو ما يعيد شبح الحرب الأهلية التي سبقت قيام الولايات المتحدة قبل أكثر من قرنين.
ما شاهده العالم في مينابوليس يختصر سياسة الولايات المتحدة الأميركية وصورتها العنصرية البشعة، فهي بالأصل لا تعترف بالقانون الدولي ولا تقيم وزناً للعدالة الدولية، وهذا ما يشجع شرطتها على ارتكاب الجرائم العنصرية دون الخوف من المساءلة بسبب داء العنصرية الذي يسري في عروق عناصرها، ولعل ما تقوم به واشنطن من جرائم حرب وحصار اقتصادي وعقوبات بحق شعوب منطقتنا وصلت إلى حد سرقة الثروات وحرق المحاصيل الزراعية كما يحدث في سورية هذه الأيام يجعل منها الأكثر عداء وحقداً وعنصرية، ومن يقدم على مثل هذه الجرائم بحق الشعوب الأخرى يمكن أن نتوقع منه ارتكاب الأسوأ، وقد أثبت ترامب خلال الأيام الماضية أنه عدو شريحة واسعة من الأميركيين كما هو عدو العديد من شعوب العالم.
عبد الحليم سعود -نافذة على حدث