السعر الاستراتيجي

 

 

ماذا يعني أن يأتي السعر الجديد لشراء القمح من المنتجين بعد الحصاد.. وبعد أن تم تسليم كميات من الإنتاج.. وأكثر من ذلك بعد صرف فواتير الشراء لبعض الفلاحين ؟

وماذا يعني أن تكون الزيادة من ٢٢٥ ليرة إلى ٤٠٠ ليرة للكيلو غرام الواحد ..؟

الأمر بالتأكيد لا يقتصر على حسابات التكاليف والأجور وهامش الربح فقط.. ولا يتوقف عند تشجيع الفلاحين على التسويق والاستعداد من جديد لزراعة مواسم قادمة.

صحيح أن السعر الجديد لمحصول القمح الاستراتيجي هو سعر مجزٍ ومشجّع لكنه يكتسب هذه المرة صفة السعر الاستراتيجي.. والسعر المناسب في الوقت المناسب لعدة أسباب أهمها:

إن هذا السعر سيكون له منعكسه الإيجابي والتشجيعي على الفلاحين لتسويق كامل محصولهم إلى المؤسسة السورية للحبوب وتسديد الديون المترتبة عليهم لمصلحة المصرف الزراعي التعاوني…

والسعر الجديد هو مثال جديد على استمرار نهج الدولة السورية بتقديم الدعم الكامل والمستمر وفي كل الظروف للفلاحين الذين تمكّنوا من زراعة كامل أراضيهم في هذه الظروف الصعبة، وأيضاً لمن تعذّر عليهم ذلك نتيجة إرهاب المجموعات المسلحة خلال السنوات السابقة.

وهو سعر مجزٍ يجسد الاهتمام بالزراعة والمنتجين وإعطاء الأولوية للقطاع الزراعي لأن هذا القطاع هو قطاع مهم في الاقتصاد الوطني ويجب أن يستمر قوياً، فهو الذي يؤمن الأمن الغذائي ويشغل أكثر من /50/ بالمئة من العمال والفلاحين، ولذلك يظل الاهتمام مستمراً والتأكيد دائماً على أن قطاع الزراعة لن يعيش على قوانين السوق المطلق وإنما هو قطاع مدعوم بامتياز من الدولة.

الأمر الآخر الذي يجعل قرار السعر الجديد استثنائيا وقراراً نوعياً هو أن الجميع أدرك بعد الحرب العدوانية الظالمة على سورية أن المستهدف هو المواطن السوري، وبالتالي علينا أن نفهم من أين يجب أن يكون غذاؤنا حتى يمكن أن نتخذ القرار المستقل ونحقق أمننا الغذائي بأيدينا.. وأدرك المواطن السوري أيضاً أن ثمة منعكسات طبيعية لهذا الواقع على الاقتصاد الوطني، وقد عانى الجميع من ارتداداتها على الحياة المعيشية وكان لابد من التغلب على الصعاب، والرهان على أن تبقى الحياة مستمرة بالإرادة الصلبة، ويتسلح المواطن بثقته وإيمانه العميق بحتمية الانتصار وعودة الخير إلى سورية كما كانت دائماً، فجاء السعر الجديد للقمح في الوقت المناسب، ليقطع الطريق على السماسرة ومن يقف وراءهم من قوات الاحتلال التركي ومرتزقتها في الحرب على القمح السوري، الذين فشلت كل محاولاتهم في تهديد الفلاحين وحرق محاصيلهم وتدمير منازلهم، فكان خندق المواجهة من قبل الفلاحين متيناً، وتسابق أصحاب الأرض لتسليم إنتاجهم للدولة حتى قبل السعر الجديد للقمح، ولعل كل ما تقدم يجسد مقولة السيد الرئيس بشار الأسد “عندما يكون الفلاح بخير يكون الوطن بخير”.

الكنز – يونس خلف

آخر الأخبار
خطوة ذهبية باتجاه "عملقة" قطاع الكهرباء بين واشنطن وموسكو وبكين.. دمشق ترسم سياسة خارجية متوازنة مشاعر الأمومة الفطرية والتعلق المرضي... أين الصواب؟ شباب اليوم.. طموح يصطدم بجدار الفرص المحدودة الصين تعلن استعدادها للمساهمة في إعادة إعمار سوريا الأوجاع المؤجلة.. حين يتحوّل الصبر إلى خطر "سوق الجمعة".. اقتصاد شعبي وسط الضجيج إدمان الإنترنت.. التحدي الرقمي للشباب كيف نتعامل معه؟ "صناعة حلب" تواصل استعداداتها لانطلاق "مهرجان التسوق" سوريا تبدأ موجة من الدبلوماسية القوية بعد سقوط الأسد استياء شعبي بعد رصد صورة لـ "المخلوع" داخل "تربية حلب" الانتخابات في سوريا.. الوزير الشيباني يطرح ملف الشرعية الشعبية إنتاجية زيت الزيتون بدرعا في أدنى مستوياتها.. وأسعاره تتجاوز المليون ليرة ارتفاع أسعار الألبسة الشتوية.. بين محدودية الدخل و"الهروب إلى البالة" لا زيادة على الغاز: "الطاقة" تؤكد وفرة المخزون واستقرار الأسعار بعد دخولهم المياه السورية بطريقة غير قانونية.. دمشق تسلّم 17 لبنانياً إلى بيروت الاحتلال الإسرائيلي يعتقل أربعة شبان سوريين بعد اقتحام القنيطرة 600 مربي ماشية في عندان وحريتان استفادوا من مشروع دعم الأعلاف حلب بين نار الغلاء وبارقة تخفيض المحروقات.. فهل تُلجم الأسعار ؟ الأمطار أنقذت المحاصيل الشتوية وأوقفت أعمال الري بطرطوس