“موريسون”: “من يمارس العنصرية.. يعاني من تشوهاتٍ نفسية”

ثورة أون لاين-هفاف ميهوب:

“ألا تفهم أن من يمارس العنصرية، إنسان مفلسٌ قد تم تجريده؟!. إنه يعاني من تشوهاتٍ نفسية وخراب وفساد وتشوه داخلي. العنصرية عصابٌ عميق لم يدرسه أحد كمرض نفسي كما يجب”.
بهذه الكلمات ردّت الأميركية من أصلٍ إفريقي “توني موريسون” على رجلٍ أبيض كان قد سألها: “ما هو شعوركِ حيال العنصرية”؟.. بهذه الكلمات، ردّت أول كاتبة من أصول افريقية تحصل على جائزة نوبل للآداب.. الروائية التي تُعتبر من أهمِ الأصوات في الولايات المتحدة الأميركية، والمعروفة بمواقفها المناهضة للاضطهاد والاستعباد، مثلما للاحتلال الإسرائيلي للأراضي الفلسطينية..
هي مواقفٌ جسدتها بسبب قصص التمييز العنصري الأميركي التي سمعتها من والدها، وعاشتها في طفولتها.. أيضاً، خلال فترة دراستها ومن ثمَّ تدريسها في الجامعة، بل حتى بعد انطلاقتها.
هكذا كانت مواقف “موريسون” التي كانت تقضي لياليها الطويلة في الكتابة، دون أن تأبه لكلام أمها لها: “نامي يا ابنتي، إنهم لا يأبهون بالسود”.”
إنه ما جعلها تلحّ في أعمالها على دعوة كل الأميركيين من أصلٍ افريقي للعودة إلى جذورهم.. ما جعلها أيضاً، دؤوبة على التذكير بالمرحلة التي اضطهدت فيها أميركا الشعوب واستعبدتهم.
تبحث في التاريخ العتيق، وترصد ما فيه من معاناة الأميركيين الأفارقة مع أسيادهم البيض وتجار الرقيق.. تتوالى نتاجاتها التي جعلتها “محبوبة” المضطهدين الناطقة بأوجاعهم، وصوت المستعبدين ولا سيما النساء منهم.
تستمر في تدوين ما يوثق أبشع اللحظات والتفاصيل التي عاشوا بشاعتها.. تكتبها مستمدة مما تسمعه منهم، ما يجعلها تبدع في سردها ولغتها.
هي مثلهم، نالها الكثير مما نالهم.. تذكّر بذلك وتُكرِّر: “لقد أخذ البيض كلّ ما معي، وكل ما أحلم به، وحطموا قلبي”.. “أنا ملطخة ومُسيَّسة بالفعل، حتى قبل أن أخرج من الباب”..
كل هذا الميراث العنصري، لم يقيدها ولم يجعلها ترضخ للمجتمعٍ الذي نبذها بسبب لون بشرتها، ولكونها أنثى تحمل في داخلها تاريخاً من العبودية المقيتة، وتنحدر من سلالة العبيد الذين يحتقرهم مجتمع أميركي أبيض، زاد من تمردها ولا سيما الأدبي.
ازداد تمردها وطموحها إلى أن تفوقت بتقديمِ أعمال فتحت أمامها أبواب الشهرة وجعلتها تعتزّ بلونها كما قولها:
“شخصي الأسود وهويتي كامرأة، جعلا قلبي يجيش بمشاعر لا ينعم بها أحد، فلم ينكمش إطار عالمي بسبب كوني كاتبة سوداء وامرأة، على النقيض اتسعت آفاقه”.
تتوالى أعمالها، ولا تتوقف عن معالجة موضوع العبودية، وما يتعرض له السود من قهرٍ وتشويه واغتصاب وشنق وقطع الأعضاء والأطراف وسوى ذلك من البشاعات التي مورست في أرض اللعنة العنصرية.
أرض اللعنة التي لا “رحمة” فيها لأنها مسكونة بالثعابين. ذوي البشرة البيضاء ممن أبادوا سكانها، واستعبدوا الأفارقة بطريقةٍ لاإنسانية أدانتها حتى في مقالاتها التي منها “أصل الآخرين”:
“لقد كان من الواضح للعالم أجمع، للبائعين كما لمن بيعوا، أن العبودية حالة لا إنسانية، على الرغم من أنها مدرة للمال. لم يرغب البائعون بالتأكيد أن يُستعبدوا، ومن جرى شراؤهم كانوا في الغالب ينتحرون لتفادي العبودية”..
كل ذلك، يجعلنا نقول:
لا جدوى يا “موريسون”.. لا جدوى.. سهرك الطويلِ لاستدعاء ما في ذاكرة السواد من قصصٍ أردتِها تُدين وتحاكم أميركا العنصرية.. المقالات والمحاضرات والروايات والجوائز التي جعلت منكِ أشهر كاتبة أميركية.. كل ذلك، أحرقته أميركا التي لم ولن تكون يوماً “وطن الحياة الآمنة والأمينة”، ولأنها كما وصفتها أرض الثعابين اللعينة.

آخر الأخبار
نقص حادّ بخدمات البنية التحتية في "بابا عمرو" بحمص  "نقل اللاذقية".. جودة بالخدمات وسرعة في إنجاز المعاملات  بمشاركة وفد أردني و233 شركة محلية ودولية.. انطلاق معرض "سيريا هايتك"  بعد جولته في الجنوب السوري.. نتنياهو يتحدث عن الاتفاق الأمني على منصة "أبو علي إكسبرس"  سوريا تعيد تنشيط بعثتها الدائمة بمنظمة حظر الأسلحة الكيميائية وتعيّن مندوباً دائماً  تخريج  نحو 500 طالب وطالبة طب أسنان وصيدلة في جامعة حمص  مدير تربية حلب يعد معلمي مناطق الشمال بدعم مطالبهم إدانات سعودية وكويتية لانتهاك سيادة سوريا.. واستفزاز إسرائيلي جديد في جنوب البلاد  الجولان السوري أرض محتلة.. الولاية فيه للقانون الدولي والشرعية حصرية لسوريا    الرئيس الشرع يستقبل طارق متري لمناقشة قضايا سيادية  ذراع "الكبتاغون" بين سوريا ولبنان.. نوح زعيتر في قبضة الجيش اللبناني أول رسالة عبر "سويفت".. سوريا تعود إلى النظام المالي الدولي    قاضية أميركية توقف قرار إدارة ترمب إنهاء الحماية المؤقتة للسوريين دمشق تستقبل طارق متري لمناقشة قضايا سيادية وزير العدل يعزز التعاون القضائي مع فرنسا  السودان يثمّن دور السعودية وأميركا في دفع مسيرة السلام والتفاوض توليد الكهرباء بين طاقة الرياح والألواح الشمسية القطاع المصرفي.. تحديات وآفاق إعادة الإعمار الخارجية توقع مذكرة تعاون مع الأمم المتحدة لتعزيز قدرات المعهد الدبلوماسي القبائل العربية في سوريا.. حصن الوحدة الوطنية وصمام أمانها