مقتل المواطن الأميركي من أصول إفريقية ومن البشرة السوداء على أيدي الشرطة الأميركية وبدم بارد يشير إلى السياسة العنصرية التي تنتهجها إدارة ترامب، ويكشف في الوقت نفسه عن توحش هذه الإدارة التي استخدمت القوة المفرطة في تعاملها مع المواطنين الأميركيين، ضاربة عرض الحائط بمواقفها المزعومة من الديمقراطية وحق التظاهر، حيث صدعت رؤوس العالم بحقوق الإنسان، ليتبين أن العنصرية والربح والخسارة تشكل استراتيجية إدارة الطغمة الحاكمة داخلياً وخارجياً.
الاحتجاجات المناهضة للعنصرية وعنف الشرطة الأميركية التي اندلعت بعد مقتل فلويد والتي دخلت يومها الحادي عشر على التوالي في الولايات المتحدة، وامتدت لأكثر من 430 مدينة وبلدة أميركية فضحت عورات إدارة ترامب ومدى الاحتقان الشعبي والغضب من سياسته المتوحشة، والتي ظهرت من خلال تهديدة للمتظاهرين باستخدام العنف ضدهم وهو ما حدث فعلاً من خلال تزايد أعمال العنف ضد المحتجين عبر استخدام الرصاص الحي وعمليات الدهس، وحملة الاعتقالات التي طالت آلاف الأميركيين وخاصة من ذوي البشرة السوداء.
عنصرية ووحشية ترامب وإدارته باتت مكشوفة للعالم أجمع، ويدل على ذلك امتداد الاحتجاجات إلى الدول الأوروبية حيث شهدت ألمانيا وبريطانيا وفرنسا وغيرها من الدول احتجاجات ضد العنصرية الأميركية، كما امتدت هذه الاحتجاجات إلى الدول الإفريقية التي عبرت عن غضبها ورفضها للعنصرية الأميركية وسياستها المتوحشة، الأمر الذي يشير إلى حجم الاستياء الشعبي العالمي من خداع ونفاق وعنصرية الإدارة الأميركية المجرمة.
سؤال يتبادر إلى ذهن الكثير من الذين يتابعون تطورات الأوضاع في الولايات المتحدة الأميركية وهو: هل ستفضي هذه الاحتجاجات على عنصرية ترامب وتوحشه إلى تغيير جوهري داخل الولايات المتحدة؟.. حتى الآن لا يمكن التكهن بما سيحدث ولكن المؤكد أن هذه الاحتجاجات فضحت البلطجة والعنصرية تجاه الأميركيين من أصول إفريقية، ولابد أن يكون لها تداعيات، حيث ما بعد مقتل فلويد لن يكون كما قبله، وربما ستسهم هذه الاحتجاجات بإسقاط هذه الإدارة المتوحشة التي تغذي الإرهاب والحروب والمسؤولة عن التوتر والعنف وعدم الاستقرار في العالم.
نافذة على حدث- محرز العلي