ثورة أون لاين – ترجمة: ميساء وسوف:
عندما قامت الشرطة بإطلاق الرصاص المطاطي للمرة الأولى على مراسل MSNBC، علي فيلشي وطاقمه في مينيابوليس، كان يتمنى أن عناصر الشرطة الموجودين هناك لم يتعرفوا عليهم كصحفيين، فقد قال فيلشي: قمنا برفع أيدينا وصرخنا: ” إعلاميون ” فكان الرد من قبل رجال الشرطة :” غير مهم” ، وقاموا بفتح النار علينا مرة ثانية.”
وأضاف فيلشي إنه أصيب في ساقه برصاصة مطاطية وأنه كان واحداً من العديد من الصحفيين في جميع أنحاء البلاد الذين أصيبوا بجروح جراء إطلاق النار عليهم من قبل الشرطة الأمريكية أثناء تغطيتهم للاحتجاجات التي اندلعت في العديد من المدن الأمريكية بعد مقتل جورج فلويد أثناء اعتقاله على يد أفراد من الشرطة.
حدث هذا بعد أن وعد حاكم ولاية مينيسوتا تيم والز بعدم التدخل في تغطية الصحفيين للاحتجاجات بعد اعتقال طاقم CNN الذي تم على الهواء أثناء نقلهم المباشر للاحتجاجات. وقالت المصورة ليندا تيرادو أنها لم تعد ترى بعينها اليسرى بعد أن تعرضت للإصابة فيها عندما أطلقت الشرطة النار عليها.
وقال دان شيلي المدير التنفيذي ورئيس العمليات في جمعية الأخبار التلفزيونية الإذاعية والرقمية (RTDNA) إن جميع الاعتداءات على الصحفيين كانت “شائنة وغير مقبولة”، والأكثر سوءاً بشكل خاص هي تلك الحوادث التي تعرضوا لها في مينيابوليس على الرغم من أن حاكمها قدم لهم تطمينات بأنهم سيكونون بأمان من أي استهداف من قبل الشرطة.
وأضاف شيلي: “لقد بدأت الشرطة في مهاجمة الصحفيين حتى بعد أن عرّفوا عن أنفسهم كصحفيين وإعلاميين وبشكل واضح، وكان ضباط الشرطة يقولون بأن الأمر بالنسبة لهم غير مهم على الإطلاق”.
كما غرّد كريس سيريس مراسل Minneapolis Star Tribune، أن أحد رجال الشرطة أمره مرتين تحت تهديد السلاح بأن ينبطح على الأرض واضعاً يديه خلف رأسه.
وكتب سيريس أن الشرطي كان يحذره من أنه إذا تحرك “بوصة واحدة” فسيطلق النار عليه. وكان قد أصيب بالغاز المسيل للدموع وبرصاصة مطاطية في فخذه، وأضاف أن وجود شارة Minneapolis Star Tribune الصحفية لم يحدث أي فرق ولم يهتم الشرطي بها.
كما بثّت مولي هينيسي فيسك مراسلة Los Angeles Times، رسالة فيديو على تويتر قالت فيها إنها ومجموعة مؤلفة من عشرة صحفيين آخرين، وبالرغم من أنهم عرفوا عن أنفسهم كمراسلين إعلاميين، تعرضوا للاستهداف من قبل عناصر دورية ولاية مينيسوتا حيث استمروا في إطلاق القنابل والغاز المسيل للدموع عليهم من مسافة قريبة، وأضافت أنهم تعرضوا لإطلاق النار بكثافة فأصيبت في ساقها.
لم تكن مينيابوليس هي المدينة الوحيدة التي تم فيها استهداف الصحفيين والمراسلين، فقد تم خلال أسبوع من الاحتجاجات المستمرة الإبلاغ عن إصابات في صفوف الطواقم الصحفية في العديد من المدن مثل نيويورك وشيكاغو وواشنطن العاصمة وبيتسبرغ ولوس أنجلوس وفيلادلفيا وسان دييجو وديترويت ودنفر.
ومع تزايد الاحتجاجات ضد العنصرية في الولايات المتحدة فقد أحصت RTDNA أكثر من 60 حادثة في جميع أنحاء البلاد خلال 48 ساعة حيث تعرض فيها المزيد من الصحفيين للإصابة أو الاعتداء أو المضايقة من قبل عناصر الشرطة.
كما تم اعتقال كريستوفر ماثيس، مراسل Huffington Post، أثناء تغطيته للاحتجاجات في نيويورك، كما ألقت شرطة نيويورك أيضاً القبض على كيث بويكين معلق CNN ، رغم أنه عرف عن نفسه على أنه صحفي.
وفي لوس أنجلوس قال ليكسيس أوليفييه راي، إن ضابط شرطة لوس انجلوس ضربه على معدته “عدة مرات” حتّى بعد أن عرف أنه صحفي .
في واشنطن العاصمة غرّد مراسل Huffington Post فيليب لويس بأنه أصيب في ساقه بالرصاص المطاطي الذي أطلقته الشرطة.
وقال جيم شيفر مدير الأخبار في Detroit Free Press news، إن العديد من الصحفيين الذين يظهرون شارات وسائل الإعلام الخاصة بهم قد تم رشقهم بالقنابل والغاز المسيل للدموع من قبل شرطة ديترويت.
وفي دنفر غرّد جيريمي جوجولا مراسل 9NEWS، بأنه تعرّض للضرب من قبل الشرطة على الرغم من أنه كان يحمل كاميرا.
وكان ثمانية صحفيين من وكالة أسوشييتد برس قد جرحوا كما أصيب العديد منهم بالرصاص المطاطي منذ بداية الاحتجاجات.
و حسب دان شيلي فإن أعمال العنف والمضايقة المتعمدة التي يتعرضون لها من قبل رجال الشرطة الأمريكية تثير القلق لأنها تصرف الانتباه عن حقيقة ما يجري.
و يضيف قائلاً:”يجب أن لا يتم استهداف الصحفيين في هذه الأوضاع، ومن المؤسف أن نرى كل هؤلاء الصحفيين الذين يؤدون واجبهم من خلال تغطية حوادث الاضطرابات المدنية والاحتجاجات يتعرضون للهجوم والقمع الوحشي من قبل الشرطة، فالصحفيون هم ممثلون عن المتظاهرين وهم موجودون لخدمتهم ولينقلوا الصورة الصحيحة لما يجري على الأرض”.
و يتابع: “إن تصرفات الشرطة تؤذي الناس عموماً، وليس الصحفيين فقط، إنها تتدخل في قدرتهم على أن يكونوا شهود عيان وتؤثر على تسجيلهم للأحداث الهامة التي تجري الآن في هذا البلد “.
بقلم:ليندسي بحر

التالي