ثورة أون لاين – زينب العيسى:
ما حصل في محيط البيت الأبيض جعل سيد الإليزيه يفكّر في تحاشي الأحداث فلملم أوراقه وطلب وزراءه وشرح مخاوفه من انتقال المظاهرات بمطالبها إلى حضنه، خاصة أنّ فرنسا تذخر بتاريخ عنصري يضاهي التاريخ الأميركي الأسود والشواهد كثيرة وليست الجزائر العربية آخرها.
منطق الرئيس الأميركي دونالد ترامب في التّعاطي مع الاحتجاجات والقائم على العنف جعل الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون أكثر حذراً في مواجهة الاحتجاجات المتضامنة مع جورج فلويد المواطن الأميركي الأسمر البشرة الذي قُتل على يد شرطي، فماكرون الخائف من شبح السترات الصفراء بات يخشى تجدّد الاحتجاجات في بلاده تحت لواء التضامن مع فلويد ومناهضة العنصرية وعنف الشرطة خاصة أنّه في عام 2016 وقعت حادثة مشابهة لحادثة فلويد في فرنسا لشاب أسمر البشرة يدعى أداما تراوري، قتل أثناء توقيفه من قبل الشرطة الفرنسيّة.
الرئيس الفرنسي دعا لاجتماع مع رئيس الحكومة ووزير الداخلية ووزير الإسكان للطلب منهم الإسراع في الرّد على مطالب الآلاف الذين يخرجون منذ مطلع هذا الشهر للتّظاهر ضدّ عنف عناصر من الشرطة وضدّ العنصرية لتعلن الحكومة بعد ساعات من الاجتماع أنّه “لن يتمّ التسامح إطلاقاً” مع العنصرية في صفوف الشرطة، وانبرى بعدها وزير الداخلية الفرنسي كريستوف كاستانير في مؤتمر صحفي ليقول: إنّ بلاده ستتخلى عن طريقة “الخنق” التي تستخدمها قوات الأمن خلال عمليات الاعتقال، مضيفاً إنه “لن يتمّ تدريسها بعد الآن في مدارس الشرطة”.
وقال كاستانير: “إنّه سيتمّ النّظر بشكل منهجي” في الوقف عن العمل إذا كان هناك اشتباه في فعل أو خطاب عنصري ارتكبه شرطي، معلناً التّخلي عن طريقة القبض على شخص “من رقبته، وتسمّى الخنق”.
وفي السياق نفسه، دعا الرئيس إيمانويل ماكرون حكومته إلى تقديم مقترحات سريعة لتحسين احترام الأخلاقيات في سلك الشرطة، بينما عاد موضوع العنصرية وعنف الشرطة إلى دائرة الضوء.
وكان ماكرون قد طلب في كانون الثاني الماضي -بعد وفاة شاب في باريس أثناء استجواب الشرطة له- من الوزير كاستانير أن يقدّم “في أقرب وقت ممكن”، مقترحات لتحسين “الأخلاقيات ووسائل الضبط” ضمن سلك الشرطة.
كما طلب من وزيرة العدل نيكول بيلوبي النظر في قضية وفاة أداما تراوري، الشاب الأسود (24 عاماً) أثناء توقيفه عام 2016.
وتواصل عائلة الشاب تراوري ومؤيدوه المطالبة منذ ذلك الحين “بالعدالة لأداما”، وهي من الهتافات التي ردّدها المتظاهرون الذين نزلوا إلى شوارع باريس تحيّة لجورج فلويد الذي أثار موته ردود فعل دوليّة