ثورة أون لاين –ريم صالح:
رئيس النظام التركي رجب أردوغان، تتجسد في شخصيته كل صفات الإرهاب، ونزعات الإجرام، وتحكمه شهوة السلطة والتفرد بالحكم، ولا يتوانى بأي لحظة عن الانقضاض حتى على أصدقائه لمجرد شعوره بأنهم قد يصبحون خصوماً سياسيين له، فيسارع لتصفية الحسابات معهم، وينتهج سياسة الإقصاء والإلغاء لكل طرف يعارض سياساته، الأمر الذي حول تركيا إلى أكبر سجن للمعارضين السياسيين والصحفيين المنتقدين لسلوكياته الرعناء، حتى المعارضين المنتخبين شعبياً لإدارة الشؤون المحلية كرؤساء البلديات في المدن سرعان ما ينحيهم عن مناصبهم، ويكلف موالين له بدلاً منهم، ويطيح بكل القوانين الدستورية والبرلمانية عندما تتعارض مع توجهاته ومصالحه الشخصية.
وفي سبيل بقائه في السلطة لا يتوانى عن تكميم أفواه معارضيه، والزج بهم في السجون، ويومياً هناك مذكرات اعتقال بحق العشرات والمئات منهم، وتخبطه الدائم نتيجة شكوكه بالمحيطين به يدفعه لإجراءات تغييرات متواترة للمناصب السياسية والمحلية، يثبت خلالها الموالين لسياسات فقط، واليوم أقدم على تغيير نصف حكام بلاده، بينهم معارضون لحكمه، ما يعني أنه وصل إلى حالة الإفلاس داخلياً، بعدما جرَّ بلاده نحو التصادم مع دول الجوار، من خلال دعمه للإرهاب، واعتداءات نظامه المتواصلة على سورية والعراق وليبيا لتحقيق أطماعه التوسعية.
سياسات اللص أردوغان الداخلية والخارجية يصفها سياسيون أتراك بالمتهورة وتقود البلاد إلى حافة الانهيار الاقتصادي والمالي، وهذا ما أدى إلى تراجع شعبية حزبه “العدالة والتنمية” بشكل مطرد، حيث وصل الدعم الشعبي للحزب لأدنى مستوياته لأقل من 30 بالمئة، بحسب مؤسسة الاستقصاء التركية “كوندا”، حتى أن أصدقاءه الذين كانوا مقربين منه، ولا يقلون عنه إجراماً كرئيس الوزراء السابق أحمد داود أوغلو الذي يحاول اليوم تلميع صورته بالتأكيد على أن أردوغان قام بتغيير النظام وأصبح الحاكم المطلق للبلاد وقد أثبت نظامه فشله بسبب سلوكياته الشخصية وعقده النفسية وعقلية الطبقة الحاكمة التي لا يهمها إلا البقاء في السلطة وهذا ما يفسر مغامراتها واستفزازاتها داخلياً وخارجياً، ومعروف عن داود أوغلو أنه كان شريك أردوغان في الإرهاب وإدارة البلاد، وما يقوله بحقه يفضح حقيقة أردوغان، وماهية تركيبته النفسية.
حماقات أردوغان لن تنتهي سوى بانتهاء عمره السياسي، الذي يتوقع الكثير من المراقبين والمتابعين أنه سيكون خلال فترة الانتخابات الرئاسية القادمة، ولا سيما في ظل الانشقاقات المتزايدة في صفوف حزبه، وتزايد الأحزاب المعارضة في الداخل التركي، وأيضاً في ظل سياساته الخارجية التي تعتمد على دعم الإرهاب، وجر البلاد إلى حروب كارثية لا تخدم سوى مصلحة أردوغان الشخصية، والمصالح الصهيونية والأميركية في المنطقة، ولا يجني من ورائها الشعب التركي سوى تردي أوضاعهم الأمنية والاقتصادية