ثورة أون لاين – غصون سليمان:
لم تنحرف بوصلة الإعلام الوطني بوسائله المختلفة يوما عن قضايا الوطن الكبرى وترجمة رؤى الدولة ،وهموم وحاجات المجتمع ، عند الغالبية من الإعلاميين كل حسب موقعه ووسيلته التي يعمل بها، بل كان ومازال تلك العين الساهرة والحاضرة في كل التفاصيل.
إعلام وطني ،مقروء ومسموع ومرئي في مجمله يرصد الواقع بعين الغيرية والمسؤولية المهنية والأخلاقية.. يتابع كل ما ينتج ويقام به ،من نشاطات عن المجتمع صغيرها وكبيرها،يقدم الأخبار والموضوعات والتقارير والتحقيقات اللازمة حول كل ما هو مطلوب ومناسب ويلامس حياة الناس أحوالها،ظروفها، معاناتها ،طموحاتها،إلى جانب عرض ونشر كل ما تقوم به الحكومة على صعيد تقديم رؤاها وأفكارها، وطرق وآليات المعالجة التي اتفقت على تظهيرها للرأي العام.
فالإعلام قديمه وحديثه كان ومازال وسيبقى من أهم وأغنى المنابر المجتمعية التي تعكس بالتأكيد خطة عمل الدولة كنسيج متكامل في العمل والإعمار وخطط التنمية”قصيرة وطويلة الأجل” وكيف تنفذ استراتيجيات كل مرحلة على أرض الواقع بما يخدم مصالح الدولة العامة والخاصة على صعيد المجتمع والأفراد.
لقد خاض الإعلام السوري في مراحله المختلفة معركته الوطنية والمجتمعية على أكمل وجه، كان فاعلا بخصوصيته،قويا بتفاعله ،يعكس نبض الناس، ايقاع حياتها ،أوجاعها ،طموحاتها، تطلعاتها، رغباتها، يظهر للملأ كل ما هو ايجابي وكل ما هو سلبي ،ينقد بوعي وإدراك لما يجب نقده وتسليط الضوء عليه ، من حدوث ثغرات وفجوات وتجاوزات هنا وهناك في مفاصل عمل إدارية ،وإنتاجية ،وخدمية، ومؤسساتية،ما ينعكس تأثيره سلبا على الحياة العامة ومصلحة المجتمع ، وبالتالي فإن النقد والانتقاد هنا ليس تشفيا أو انتقاما أو ردة فعل يقوم بها الصحفي أو الاعلامي ضد أحد سواء كانوا أفرادا أو مؤسسات عامة وخاصة، بقدر ما هي واجب ومسؤولية،تتطلب الاشارة إلى ما يجب معالجته وتقويمه ،ومحاسبة من تسبب بهذا الأذى العام ،وتضرر أبناء المجتمع من خلال عمليات الاهمال واللامبالاة ربما ، أو لأن هناك قصدا في الإساءة بهدف الحصول على منافع شخصية بطرق ملتوية.
الإعلام الوطني هو إعلام الدولة المؤتمن على نصرة الحق ،والوقوف إلى جانب قضايا الأمة العادلة في الميدان وغيره على جميع المستويات السياسية والعسكرية ، والاقتصادية ،والاجتماعية ،والثقافية ،والصحية والفكرية وغيرها الكثير .إعلام أدى ويؤدي رسالته بكل إخلاص واندفاع بوعي المسؤولية الوطنية والمجتمعية كما ذكرنا مرارا، بغض النظر عن الذين يحاولون تشويه الرسالة الصحيحة والهدف السامي لجوهر الإعلام الوطني بأساليب وطرق مختلفة.