أعتقد أن أغلب السوريين باتوا مدركين صعوبة المرحلة القادمة فيما يتعلق بالواقع المعيشي في ظل التداعيات السلبية التي سيفرضها تطبيق ما يُسمى “قانون قيصر” الذي سيرفع من حدة العقوبات والحصار كإرهاب اقتصادي يمارس ضدنا، كما أن الجميع مدرك الخلفية التي دفعت بأعداء سورية لهذا التصعيد الذي يتنافى مع المعايير الإنسانية ولا يتماشى مع القانون الدولي.
لعل أكثر ما يثير القلق لدى السوريين يتمثل في صمت الجهات المعنية تجاه ما يجري وضبابية الإجراءات للحد من التداعيات السلبية التي سيتسبب بها تطبيق “قيصر” وعدم فهم مآل الأمور مستقبلاً، ومما زاد الطين بلة ما شهدناه مؤخراً من فوضى عارمة في الأسواق وحالة الفلتان السعري وغياب بعض السلع الأساسية.
الجميع بات يتساءل عن الحلول وما الذي يمكن اتخاذه من إجراءات للحد من الآثار السلبية، والأهم من هذا وذاك من الذي يمتلك الحلول؟…
لا نستطيع ان نقتنع بغياب الحلول، فسورية التي تمتلك خبرات لا تعد ولا تحصى من المؤكد أن ثمة من يدري ما الذي يمكن اتخاذه من إجراءات لمواجهة هذا الموقف المعقد، ومؤخراً لاحظت أن الكثير من الخبراء الاقتصاديين تقدموا بمجموعة من المقترحات على وسائل التواصل الاجتماعي حول كيفية التصرف في الأيام القادمة، فلماذا لا نستفيد من كل خبرة ورأي لتجاوز الصعوبات القادمة؟
إن هذه الحالة تفتح باب النقاش واسعاً حول ماهية الدور الاستشاري والخبرة في سورية لنجد في نهاية المطاف أنه دور لا يعول عليه ولا يؤخذ فيه لأسباب غير مبررة، فالمجالس الاستشارية لا حول لها ولا قوة ودورها ونتائج اجتماعاتها لا تتعدى إطار رفع العتب وخلاصة نتاجها مازالت حبراً على ورق، حتى إن منصب المستشار أصبح كناية على حفظ ماء الوجه لشخص تقلد منصباً وتم الاستغناء عن خدماته.
المطلوب اليوم أن نستعين بكل ذوي الخبرة لوضع خطة نجاة لتجاوز الأيام الصعبة القادمة والاستماع إلى كل رأي ووجهة نظر، فمن المؤكد أننا سنصل لبعض الحلول التي قد تخفف من حدة التداعيات، علماً أن المجتمع السوري مملوء بالنخب الفكرية القادرة على أن تكون مؤثرة مستقبلاً، خاصة أن مواجهة ما هو قادم بحاجة لأن نواجهه مجتمعين على فكر وقلب وهمة واحدة…
على الملأ- بقلم أمين التحرير- باسل معلا