تبدو واشنطن خارج سرب الحياة والتاريخ لا أحد في إداراتها المتعاقبة أقام وزنا لاي مجتمع دولي ولا لقرارات أممية.. بل على العكس من ذلك عمدت إلى إظهار انها هي التي يجب أن تقوم المؤسسات الأممية وتعمل على ضبطها وإدارتها كما يحلو لها وتتطلب مصالحها العليا..
وبالتأكيد من حق الدول أن تعمل على حماية مصالحها العليا ولكن في المصالح الأميركية يبدو أن تمزيق العالم وتدميره وإشعال الفتن والحروب وسن قوانين العقوبات الظالمة والقسرية وحصار الشعوب التي تدافع عن كرامتها… هذه مفردات من مصالح اميركا العدوانية.. ويعرف راسمو هذه السياسات أن العالم قد وصل إلى ذروة ما يمكن تحمله من حماقات اميركا وليس في الجعبة العالمية مزيد من الصبر..
والمؤسسات الأممية التي استغلتها واشنطن إلى أبعد الحدود لم تعد تحتمل أيضاً ولا بد أن لحظة ما قادمة سوف تغير الاتجاهات وتنعكس المعادلة فالعالم الذي يتجه نحو تعدد الأقطاب لا يمكن أن يصمت على الهراوة الغليظة التي يهز بها شرطي العالم المستبد..
من هنا تعمد إدارة ترامب إلى خطوات استباقية والحديث عن عقوبات للمحكمة الجنائية الدولية بعض النظر عما يمكننا وصفها به من تحيز في الكثير من الأمور.. لكن الشرطي المستبد يريد أن يصدر هو الأحكام ويرسلها لها ويرسل ايضا اسم المتهم..
ما صرح به ترامب وما يخطط له تجاه هذه المحكمة وغيرها من المؤسسات الأممية يدل على أنه يستشعر بخطر القادم ولا بد من خطوات استباقية في هذا المجال..
قد تنجح الإدارة الأميركية ببعض خططها هذه لكنها في المحصلة ستكون أمام محكمة الضمير العالمي وهذه ستقول كلمتها وتقلب المعادلة كلها..
البقعة الساخنة- بقلم أمين التحرير- ديب علي حسن