ثورة أون لاين – ترجمة ختام أحمد:
تحطم رمز العبودية والوحشية، تمثال إدوارد كولستون تاجر الرقيق في القرن السابع عشر والذي انتزع من قاعدته أثناء مظاهرة “الأرواح السوداء” حيث قام المتظاهرون المناهضون للعنصرية بخلع وسحب التمثال البرونزي الذي يبلغ طوله 18 قدمًا (5.5 أمتار)، وسحبوه إلى الميناء القريب وألقوه في نهر آفون في المدينة في حادثة ستدخل التاريخ كضربة ضد استمرار تكريم هذا المجرم في العنصرية، وإخفاء التاريخ البريطاني الحقيقي الذي انغمس من رأسه حتى أخمص قدميه برائحة الذبح الوحشي والقمع الدموي والنهب الجشع والسرقة.
نُصبَ تمثال إدوارد كولستون في ميناء بريستول في عام 1895 لتكريم رجل أثرى نفسه في البؤس البشري لتجارة الرقيق، وكان هذا الرجل مسؤولاً عن نقل ما يصل إلى 100000 من البشر للبيع والربح في عصر العبودية التي بنيت عليها الإمبراطورية البريطانية نفسها.
مات الآلاف من الجوع والمرض خلال الرحلات الطويلة من المستعمرات البريطانية التي تم غزوها، في حين تم إلقاء الآخرين والغالب من النساء والأطفال في أعماق البحار ليكونوا طعاماً لأسماك القرش عندما واجهتهم مشاكل السرعة والحمل الزائد أثناء نقلهم عبر البحر.
أصبح كولستون ثريًا جدًا من تجارته في اللحم البشري لدرجة أنه قام بإنشاء شوارع و مبان ومدارس في المدينة، وسميت باسمه، في تلك الأيام كان تأسيس الإمبراطورية البريطانية، وكانت تتم معاملة الآلاف من البشر كعبيد وقتلهم بكل بساطه دون مراعاة أي حق من حقوق الإنسان.
وبعد عدة سنوات من الحملات والمقاطعة من قبل سكان بريستول المحليين والفنانين والموسيقيين، كانت الصدمة عندما تم اتخاذ القرار في عام 2017 لإعادة تسمية قاعة باسم كولستون في بريستول.
لقد أثار هذا القرار ضجة بين السكان المناهضين للعنصرية من جهة وبين المحافظين المحليين الذين أصروا على أنه كان مجرد فاعل خير وله فضل على بريطانيا.
الحجة القائلة بأن مثل هذه التماثيل وهذه التسميات هي روابط ضرورية مع التراث والتاريخ الذي – نفتخر به – لكن من المؤكد أن حياة وثروة كولستون كانت من التجارة باللحم البشري والعبودية التي كانت قانونية ومنتشرة في تلك الحقبة.
وكذلك كانت عمالة الأطفال في مناجم الفحم ومصانع القطن وتنظيف المداخن، حدث ذلك بالفعل، ويجب تسجيله لأغراض التعليم والدقة التاريخية، لم يصب أحد بأذى في إزالة تمثال إدوارد كولستون، ولم يتم تهديد أو ارتكاب أي عنف فقد تم التعبير عن إرادة الشعب في الحفل.
وللمصادفة أن تمثال كولستون أصبح في قاع النهر الذي كان الكثير من العبيد يلقون حتفهم فيه بسببه.
في عام 1807 ألغيت تجارة الرقيق أخيرًا، ولكن هذا لم يحرر أولئك الذين كانوا عبيدًا بالفعل، وتم دفع عدة ملايين كتعويضات لأصحاب العبيد السابقين ولكن لم يدفع فلسا واحدا للعبيد.
بقلم: تومي شيريدان
المصدر: سبوتنيك انترنشونال