ثورة أون لاين -بشرى فوزي:
يعتبر الارشاد النفسي أهم طرق الوصول إلى الصحة النفسية السليمة العامة، فهو حالة من التوافق النفسي والاجتماعي بجميع مجالاته وتحقيق الذات والتحكم في العواطف السلبية مثل القلق وغيره ومساعدة الأشخاص في تغيير سلوكهم وعاداتهم غير الفعّالة ودفعهم ليكونوا منسجمين ومتوافقين نفسياً مع غيرهم مثل (الشعور بالسعادة بالنسبة لشخص ما مع نفسه ومع الآخرين ).
وعن أهمية الإرشاد النفسي وضرورة إلقاء الضوء على دوره وفعاليته في المجتمع، أكدت رشا عمراية مرشدة نفسية أنها تعمل مع مجموعة متطوعين ومختصين في مجال الإرشاد حيث يقدمون كفريق خدمات متكاملة للأفراد والمؤسسات كالشركات والمنظمات الحكومية إضافة للاستشارات النفسية والسلوكية لتطوير مستوى الفرد والعائلة والتخلص من المشاكل النفسيةوأعراضها.
وأشارت عمراية إلى أنّ فكرة العمل ضمن فريق من المختصين المتطوعين بالإرشاد النفسي لتقديم خدمات واستشارات مجانية نشأت في عام ٢٠١٧ على مواقع التواصل الاجتماعي حيث بدأالتطوع الفعلي منذ عام ٢٠١٩
كما يقدم الفريق خدمات للطلاب ودارسي الارشاد النفسي وعلم النفس من خلال المكتبة الالكترونية التي تحوي عددا كبيرا من الكتب والمراجع حديثة الإصدار في مجال علم النفس والارشاد النفسي، إضافةً لتقديم استشارات دراسية للطلاب حول كيفية إعداد البحوث ومشاريع التخرج وذلك في ظل وجود عيادة نفسية الكترونية للفريق والمتابعة مع مختصين في كلية التربية بجامعتي دمشق وحلب وأطباء في المشافي الحكومية.
كما بينت عمراية أنّ للعيادة النفسية دورا كبيرا في شفاء العديد من الحالات مؤكدةَ أنّ الفريق يقدم خدماته بطريقتين الأولى عن طريق اللقاء المباشر وتقديم المساعدة المباشرة للدارسين من خلال اللقاءات الشخصية في الاماكن العامة أو في الجامعة أو وسائل التواصل الاجتماعي والطريقة الثانية من خلال العيادة النفسية الالكترونية المجانية.
وبالنسبة لاختصاصات المتطوعين أكدت عمراية أنّ جميع العاملين في الفريق هم مختصون ومتطوعون، مشيرةً إلى أهمية الاختصاص لأنّ الفريق النفسي مبني على أساس علم النفس ولايمكن لشخص غير مختص أن يقدم المساعدة للفريق وبالتالي للناس.
أمّا الاختصاصات ضمن الفريق فهي: الإرشاد النفسي -علم النفس -علم الاجتماع -تخصص حماية أسرة وذوي احتياجات خاصة -صعوبات التعلم -الصحة النفسية.
وفي ظل انتشار فيروس كورونا قام الفريق بمتابعة حالات الاصابة في سورية وخارجها وأجرى دراسات استطلاع لمسح المشكلات النفسية لدى الأسرة والأطفال كما قدم الفريق منشورات توعوية من خلال مواقعه على وسائل التواصل الاجتماعي حول عدد الحالات في سورية وأماكن انتشارها وطرق الوقاية منه، مضيفةَ أنّ العيادة الالكترونية استقبلت الناس موضحةَ أن هناك الكثير من الحالات التي كانت تعاني من القلق والخوف والتوتر..
كما نشر الفريق نشاطات ترفيهية للأطفال من خلال مبادرة (تعوا نلعب)كما شجع الكبار وحثهم على البقاء في المنازل لتجنب العدوى وأطلق الفريق مؤخراً إذاعة الكترونية استضاف من خلالها مختصين وكان الهدف منها هو نشر التوعية بين الناس وتسليط الضوء على بعض المشاكل النفسية والتذكير بوجود مختصين نفسيين مهمتهم مساعدة الناس.. واكدت المرشدة عمراية أنّ هدف الفريق المستقبلي هو زيادة عدد المتطوعين المختصين وذلك لاستهداف أكبر شريحة ممكنة من العملاء وتقديم الخدمة النفسية لهم، إضافة إلى محاولة تأمين أماكن يستطيع أعضاء الفريق
مزاولة أعمالهم فيها.
موضحة انّ هناك مفاهيم خاطئة عن الارشاد النفسي والصحة النفسية وأنّ هذا الاختصاص لم يأخذ حقه بالشكل المطلوب، وهناك حاجة لتغيير النمطية ومحاولة الوصول للنجاح والتميز بطرق أسهل وبعيداً عن الضغوط.. فالإرشاد النفسي يتعامل مع الأسوياء وهو يساعد الأفراد للوصول إلى حالة من التوازن في الصحة النفسية قبل وصولها للاضطراب لأن هذه المشكلات قد تتحول لنواة للاضطراب النفسي الذي يصعب علاجه.
كما تحدثت عمراية أنها تعمل ضمن فريق سايكو كلوب التابع للجمعية السورية للعلوم النفسية والتي تأسست عام ١٩٩٦ وبينت أنّ الهدف من إنشاء هذا الفريق هو مساعدة الطلاب والاستفادة في مجال الإرشاد والعلاج النفسي بداية، كما تكمن أهميته الأكبر بأنّه يُعنى بالحالات النفسية التي تمنعها الحالة المادية وعادات المجتمع من مراجعة العيادة النفسية.. مؤكدة أنّ الفريق يعمل بالتعاون مع الجمعية السورية للبحوث النفسية حيث تؤمن لهم مقراً للقيام بنشاطاتهم كما تقوم الجمعية بتسهيل القيام بأعمالهم ونشاطاتهم.
التالي