الإجراءات الأخيرة التي اتخذتها الجهات المعنية فيما يتعلق برغيف الخبز مازالت محط امتعاض الكثيرين خاصة هؤلاء الذين لا خيار لهم إلا بالاعتماد على ربطة الخبز المدعومة كغذاء أساسي لأسرهم..
الإجراءات من حيث ضبط كميات الطحين والدقيق والوقود والخميرة ربما نجحت وأيضاً إيصال الدعم لمستحقيه بالنسبة لمادة الخبز وأيضاً الحد من التلاعبات والخسائر الباهظة التي كانت تتحملها الدولة السورية سابقاً ولاسيما أن الجميع بات يدرك حقيقة أن تكلفة ربطة الخبز تتجاوز ٣٧٥ ليرة سورية في حين تباع بما لا يزيد عن ٥٠ ليرة سورية وهذا الفرق في التكلفة تتحمله الدولة.
الإجراءات حققت أهم اهدافها فيما يتعلق بتوجيه الدعم وضبط الهدر والتلاعب لكنها أخفقت فيما يتعلق بالآلية التي مازالت محط امتعاض الكثيرين كما ذكرنا، فالحصول على ربطة الخبز عبر البطاقة الالكترونية عن طريق المعتمد أصبح يعني ربطة خبز بجودة منخفضة للغاية وربما غير صالحة للاستهلاك وهي شكوى أصبحت شائعة خلال هذه الأيام ولا تشمل منطقة بذاتها إنما مناطق مختلفة…
أما الخيار الثاني والمتمثل بالحصول على ربطة الخبز من الفرن مباشرة فهذا يعني الانتظار لمدة طويلة قد تصل لساعة على الأقل في مناطق معينة وأيضاً تبقى الجودة محط امتعاض حتى إن الكثير أصبح يتغنى بذكريات رغيف الخبز المدعوم والذي كان يؤكل (حاف).. فيما مضى وهو ساخن بعد خروجه من الفرن…
هناك الكثير من العائلات كانت تعتمد على الخبز المدعوم في ظل الغلاء الذي لم يعد باستطاعة الكثير مواجهته، حيث كانت تستهلك أكثر من ربطة خبز مدعوم يومياً لتأتي الإجراءات الأخيرة لتمنعها من هذا الأمر على اعتبار أن حصة العائلة ربطة خبز واحدة يومياً بغض النظر عن عدد أفراد الأسرة…
التعويض بنوع آخر من الخبز هو ضرب من الخيال في وقت أصبحت فيه قيمة ربطة الخبز السياحي تتجاوز ١٠٠٠ ليرة سورية أما النوع المستخدم في السندويش فسعر الكيلو تجاوز ١٥٠٠ ليرة سورية، وبالتالي نتفهم حق الجهات المعنية في إجراءاتها لضبط الهدر ولكن ليس على حساب هؤلاء الذين يسعون وراء الخبز الحاف…
على الملأ – بقلم أمين التحرير – باسل معلا