ثورة أون لاين – فؤاد مسعد:
مسيرة فنية دأب صاحبها على العطاء والعمل بكل جهد للارتقاء فيما يقدم، فنوّع في الشخصيات التي أداها وخاض غمار الأدوار المركبة والصعبة وترك عبر كل شخصية جسّدها بصمته الخاصة، إنه الفنان عباس النوري الذي صور عدداً من الأعمال الدرامية في السينما والتلفزيون، حول ما تم تصويره كانت لنا معه هذه الوقفة السريعة، والبداية من تأديته دور (مراد بك) في مسلسل (شارع شيكاغو) إخراج محمد عبد العزيز، عن خصوصية التجربة يقول:
يزيد هذا المسلسل من شراكتي مع المخرج محمد عبد العزيز الذي قرر خوض تجربة مع المشروع السينمائي والبصري داخل التلفزيون خاصة بعد أن دخل التلفزيون عصر الانترنت، والعمل بشكل عام حكاية اجتماعية شامية جداً، تحكي عن شارع شيكاغو بكل تجلياته وبكل ما فيه من زركشة حيث ترى فيه الملاهي الليلية وأماكن تجمع النخب الاجتماعية في دمشق، وأقدم في العمل دور مراد بالشراكة مع ممثل آخر (الفنان مهيار خضور) الذي يؤدي الدور فترة الشباب بينما أؤديه فترة الكهولة.
وحول إن طال الشخصية تغير في مفهومها وتعاطيها مع الحياة بين مرحلتي الشباب والكهولة، يجيب: طالها الكثير من التغيرات، فالشخصية تعرضت لظلم كبير ونالها الأذى الذي حصل على المجتمع السوري من أولاد المترفين، هو يرث الألم فقد كان لديه وضع مادي مريح ولكن عندما أتى قانون الإصلاح الزراعي تغيرت الأمور وشعر بالظلم، وخسر ما ورثه، فعمل صحفياً يتابع أخبار المجتمع ومشكلاته وتطور وعيه بشكل أكبر، فذهب باتجاه أن يكوّن نموذجاً لبطل شعبي يحكي كما يحكي الناس.
وكان الفنان عباس النوري قد شارك في تصوير (ما بين حب وحب) إخراج كفاح الخوص، عن التجربة يقول: تضم أكثر من حالة حب وتمس كل الأجيال، هو عمل منفصل متصل الحلقات ويذهب نحو تجارب مختلفة، ومنها قصة كتبتها عنود خالد تتمحور حول محبة الأب وحضوره في حياة العائلة بعد غياب الأم، وتبدأ الحكاية يوم عيد الأب لنجد رجلاً بعمري لديه ثلاثة أولاد متزوجين، لا يعلم أن هناك ما يسمى بعيد للأب ولكن يسمع عنه في المذياع، وتأتيه هواتف من أولاده تسأله عما سيفعل في يومه، فيشعر أنهم يخبئون له مفاجأة ليحتفلوا به، وهو يبادر فيزين المنزل ويحضّر العشاء ولكن لا يأتي أحد، وفي آخر الليل يتصل بصديقته ويقول لها كذباً ما فعله أولاده في هذا اليوم وما أتاه من هدايا، فهو في أعماقه لن يصدق أو أولاده لا يحبونه.
أما عن الفيلم السينمائي القصير (نوم عميق) إخراج خالد عثمان وإنتاج المؤسسة العامة للسينما، فيشير إلى أنه شارك فيه لأنه أحب فكرته (السيناريو المكتوب بذكاء ما دفعني لتبني المشروع) معرباً عن خصوصية التجربة لأنها مع الجيل الشاب، وعن الشخصية التي يؤديها فيه يقول: أجسد فيه شخصية مخرج مثقف لديه العديد من التجارب، وهو يعيش مرحلة التقاعد وقد سافر ابنه بسبب ظروف معينة، فبقي مع زوجته ولديه إحساس بالفشل، يقدم خطابه العام لرؤيته عبر موقف اجتماعي يلامس شغاف انتماءاتنا الوطنية.
