ثورة أون لاين-ديب علي حسن:
بالتزامن والتناغم، وعبر تخطيط مسبق، ما بين النظام التركي والكيان الصهيوني، يشن العدوان على سورية كلما شعروا أن العصابات الإرهابية بدأت تلفظ أنفاسها الأخيرة، وأن حتمية اندحارها لاشك فيها، من يتابع وقائع ومجريات العدوان يجد التناغم التام، سواء في تبادل الأدوار مرة الكيان الصهيوني، ومرة النظام التركي، وأحياناً كثيرة يقومان معاً بالعدوان وفي مناطق مختلفة، تركيا تقصف القرى الآمنة التي لم تستطع عصاباتها أن تعيث فيها فساداً، والكيان الصهيوني يتدخل لنجدة المجموعات الإرهابية.
وبالتوقيت نفسه يخرج علينا المايسترو الأميركي ليذرف دموع التماسيح والكذب على الإنسانية، ويعرض بضاعته التي مجها العالم إلى درجة أنه لم يعد يمكن لأحد أن يصدق أي حرف مما تحفل به آلة تضليلها وعدوانها النفسي والإعلامي.
وإذا كانت المشاكل والقضايا التي تواجهها دول العدوان على سورية (أميركا، تركيا والكيان الصهيوني) ترفع منسوب العدوان عندها ظناً منها أن الهروب إلى الأمام سوف يخفف من وطأة الواقع والكوارث التي ستجرها عليها، هم يعرفون أن هذا ليس إلا هروباً، ولايمكن أن يستمر، فالكيان الصهيوني يحمل بذور عدميته بنفسه، ومن خلال نشأته المشبوهة، وواشنطن لاتختلف في التركيبة والبنية عن الكيان الصهيوني.
وفي أنقرة ثمة طغمة حاكمة تظن نفسها وريثة الكون، تتوهم باستعادة ما كان من توسع عثماني واحتلال، ما جعل أردوغان في عربدة يعتقد أنها ناتجة عن قوة حقيقية، وهي ليست إلا انغماساً في مستنقعات الإرهاب وإدارته والعمل على استثماره، وبالوقت نفسه ليس خارج أن يكون أداة تسير كما يحلو للاعب الأميركي، وبالمحصلة فثمة طبيعة عدوانية واحدة، وغايات أكثر دناءة تجمع دول العدوان، وما تقوم به لن يبقى بلا عقاب، وثمة تحولات كبرى تجري ستحفر مجرى مختلفاً، وسيدفع المعتدي ثمن اعتدائه، إن عاجلاً أم آجلاً.