ثورة أون لاين- سمر رقية:
يعيش بعض مربي الأبقار في مزارع (بيت زينو، وقرناي، والشنية) في منطقة القدموس أياما من الخوف والقلق والحزن على الكارثة التي ألمت بهم بعد نفوق نحو خمس عشرة بقرة من قطيعهم ، نتيجة إصاباتها بمرض التهاب الجلد العقدي والذي بدأت أول إصابة به بوجود درن وانتفاخات تحت الجلد.
المربي حسن جمول كان لديه 17 رأساً من الأبقار لم يبق منهم بعد تعرضهم لهذا المرض سوى ثلاثة رؤوس ،يقول:
بدأت أول إصابة في الثالث من الشهر الماضي بوجود درن منتفخة تحت الجلد، استعنا بالأطباء البيطريين في المنطقة لكن دون جدوى بل على العكس زاد عدد الإصابات ، ما اضطرني للاستعانة بأطباء بيطريين من حماة ومن خارج المنطقة والنتيجة كانت وصف كميات كبيرة من الأدوية الغالية ولكن دون فائدة مرجوة من ذلك، متهما اللقاح الأخير المقدم للقطيع بأنه وراء المصيبة،
أما جاره المربي عبدالله زينو، فقد أخبرنا بأن الإصابات عنده بدأت تظهر بعد عشرة أيام من ظهورها بقطيع جاره حسن جمول، وبدأت بنفس الأعراض لكن بشكل أخف وفورا تم إصابة أربعة رؤوس.
كما أخبرنا المربي عبدالله زينو بأن جاره بمزرعة قرناي علي رشيد الحسن نفقت بقرة واحدة عنده وكذلك المربي سليمان العلي من مزرعة الشنية أيضا نفقت بقرة من قطيعه، وأيضا اتهم المربي عبدالله زينو اللقاح المعطى للقطيع هو المسؤول الأول والأخير على ما أصاب الأبقار في منطقتنا، واقترح إعطاء كل من نفقت عنده بقرة أو أكثر قرضا من المصرف الزراعي بلا فائدة ليعود ويسدده عند تحسن أحوال القطيع وأحواله .
رئيس الرابطة الفلاحية في القدموس هيثم سليمان قال:
بعد تداول الأخبار عن وجود إصابات بمرض التهاب الجلد العقدي في الأبقار بمنطقة القدموس قامت لجنة موسعة ضمت معنيين من الزراعة والبلدية واتحاد الفلاحين والفرقة الحزبية بالاطلاع على واقع الأبقار في المنطقة المذكورة، حينها لوحظ وجود بعض الإصابات بالتهاب الجلد العقدي في الأبقار، مضيفا على الفور أعطيت بعض التعليمات والإرشادات المعممة سابقا حول الوقاية من هذا المرض بضرورة نظافة الحظائر ووضع الشباك المناسب على النوافذ والرش بالمبيدات الحشرية للقضاء على بعض الحشرات الناقلة لهذا المرض حول الحظائر، لافتا أنه تمت الإشارة إلى عدم الرعي والسرح بالقطيع خارجا وابقائها ضمن الحظائر ،واستخدام بعض المعقمات ،ودهنها مكان الإصابة وعزل المصاب منها، مشيرا إلى أن المراقبة مستمرة من قبل دائرة الزراعة بالمنطقة والعناصر البيطرية لتقديم ماأمكن من العلاجات والإرشادات لحماية الثروة الحيوانية، حيث تبين أن عدد الإصابات 35رأسا من اصل 400رأس .
وبين م سليمان انه ومن خلال جولة تم مشاهدة 55عينة من القطيع، 35حالة ظهرت عليها أعراض المرض حيث تم استبعاد 22من 35، والباقي تعافى.
أما رئيس دائرة الصحة الحيوانية بمديرية زراعة طرطوس الدكتور: نزيه سليمان أكد أنه نتيجة التقصي عن الموضوع قمنا بصفة تشريحية والذي أظهر سبب نفوق بقرة واحدة نتيجة بلع ٱكياس نايلون، ومن خلال ملاحظة شخصية أقول: بأن الحشرات الناقلة للمرض لعبت دورا كبيرا في انتشاره بالمنطقة المذكورة نتيجة وجود مزارع الأبقار عند نهايات الصرف الصحي، لدينا بطرطوس 30ألف رأس بقر أعلى نسبة نفوق هي 10%.
أما بالنسبة لإنتشار الإصابة في القدموس ممكن 50% منها سببه مرض فيروسي لا يعالج بل يعتمد على المدافعات المناعية وخافضات الحرارة والمضادات الحيوية وعزل الحيوان، ولكل من يتهم اللقاح المعطى بأنه سبب ما حدث أقول: بأن اللقاح هو جدري الأغنام يعطى بعشرة أضعاف الجرعة الغنمية وهو معتمد من قبل منظمة الأوبئة العالمية oio، وهو مدرج ضمن خطة التحصينات الوقائية في وزارة الزراعة والإصلاح الزراعي، وهو لقاح من إنتاج محلي بمخابر وزارة الزراعة، آمن يوزع ويقدم مجانا من قبل الفنيين البيطريين العاملين لدى مديرية الزراعة، وأوضح بأن أكبر دليل على أن اللقاح المعطى في المنطقة المذكورة آمن وبريء مما نسب له قامت الدائرة بإعطاء ذات اللقاح بمزرعة الحرس الجمهوري بمنطقة صافيتا ل700رأسا، بل كان هناك نقصا ب200 جرعة استدركنا هذا النقص وأحضرناه من منطقة القدموس ذاتها ولم يتبين أي إصابة بهذا المرض.
وفي سؤالنا لمعاون وزير الزراعة والإصلاح الزراعي المهندس أحمد قاديش عن الإجراءات المتخذة من قبل الوزارة تجاه الكارثة المذكور آنفا أجاب: قامت الوزارة من خلال لجان بالاطلاع على واقع الأمر ،والمتابعة مازالت مستمرة وفكرة تعويض الخسائر ما زالت تدرس من خلال الطرق المتوفرة والإمكانات المتاحة من خلال بعض المنظمات الدولية، لأن فكرة التعويض من خلال صندوق الكوارث والجفاف -كما طالب واقترح من وقعت عليهم المصيبة -غير ممكن لأن الصندوق يعتمد على أسس وقواعد أخرى لا تنطبق على الحالة التي بين أيدينا.
وأخيرا:
بدورنا نأمل تقديم التعويض والمساعدة لمن طالته المصيبة وبالطرق الممكنة.