المقاعد الخالية

 

يخفق ترامب في جمع ناخبيه رغم بيع عدد كبير من بطاقات مهرجانه الانتخابي. يدخل القاعة ليجد المقاعد المشغولة بناخبيه صادمة له مقابل المقاعد الفارغة ما جعله يضطرب، ويشعر أنه فقد الفترة الرئاسية الثانية فيعلو صراخه وتخونه لغته.

ترامب يستنجد بالزعيم الصيني لمساعدته في الانتخابات مقدماً خدماته لمخيمات الآغور، ويطلب مساعدة كوريا الشمالية ما يجعل بومبيو وبولتون يسخرون منه على أنه لا يصلح للرئاسة وأنه لا يمتلك المعرفة وليس له مبدأ يوجهه.

جون بولتون يفضح سذاجة ترامب في كتابه (في الغرفة حيث حدث كل شيء) مايك بومبيو وبولتون يصرِّحان بصفعة الرئيس الأسد له، عندما رفض الرد عليه لأجل الأسرى الأميركيين وهذا ماجعله يعدل عن سحب قواته من سورية للضغط عليها.

بعد فشل العرض الأميركي الذي يطالب سورية بقطع علاقاتها مع إيران والموافقة على صفقة القرن، والخلاص من الفصائل الفلسطينية، والذهاب إلى دستور كما تريده هي أطلقت الدولة العميقة الأميركية ما يسمى قانون قيصر للضغط على سورية.

قيصر الذي يزيد الحصار على سورية، في محاولة لتجويع الشعب السوري وتقويض الاستقرار فيها كم من السذاجة غشت عيون ترامب وزمرته ليتراءى لهم أن الشعب الذي صمد أمام حرب المؤامرة القذرة يمكن أن يترنح تحت وطأة قيصر.

لم يلتفت الشعب السوري لقيصرهم بالشكل الذي كانت أمريكا تنتظره وعندما أطل هادئ الدبلوماسية السورية وليد المعلم، ليجعل من الطلقة الأخيرة في السلاح الأميركي المختلف الذي استخدمته في حربها ضدنا قنبلة صوتية غير مؤثرة.. مبيناً أن لدى السوريين أسلحة مختلفة تستطيع أن تواجه فيها قيصرهم لن نصرح بها.

المقاومة الوطنية التي سطر فيها الاستشهاديون ضد الكيان الصهيوني بطولات أرَّخها الزمان، يمكن أن تنتعش أمام ضغط قيصر الذي صدرته القيادة الأميركية ليحقق حماية وهمية (لإسرائيل) لم يحققها لهم الإرهاب الذي انصب على سورية.

ما كان قيصر أول حصار على سورية، هو آخر أوراق الضغط والحصار منذ عام 1978 عندما فشلت كل محاولات أوروبا وأميركا والصهيونية العالمية التي تديرهما الوصول بسورية إلى معاهدة أو مفاوضات تضمن أمان وجود الكيان الصهيوني.

الحرب الإرهابية التي ضربت سورية ومازالت لم تنته بعد على مدار السنوات التسع الماضية وما فاض عنها والتي أسفرت على هجرة ملايين السوريين الذين فتح لهم أردوغان تركيا ليقبض المليارات، والذين هدد أن يطردهم باتجاه أوربا حين توقفت عطايا الدول المانحة لحين قبضه 6 مليار يورو تعويض مساعدات.

الحرب ضد الإرهاب لن تتوقف حتى تطهير كامل الأرض السورية ومعركة ادلب لن تطول، وستخرج كل القوات الاحتلالية وغبر الشرعية خارج الجغرافيا السورية، وأي عرض أمريكي أو غربي يمس السيادة السورية مصيره سلة المهملات.

عندما يستشعر الكيان الصهيوني أن انتصاراً عسكرياً أو دبلوماسياً أو حيوياً تسجله سورية على أعدائها، تبدأ غاراته على مواقع مختلفة فيها بحجة ضرب حلفائها أو لتمرير أمر ما لصالحه في القضية الفلسطينية، كما يفعل الآن لضم الضفة الشرقية لكن غاراته لم تحقق يوماً أهدافها لأن سلاح الجو السوري لها بالمرصاد دوماً.

قيصر يضر إسرائيل أكثر من سورية، لأنه يحرض محور المقاومة ضدها، وقوفاً إلى جانب سورية التي رغم معاناتها تقف إلى جانب الأشقاء إن في ليبيا ضد تركيا التي تحاول احتلال شيء من الأرض السورية وإلى جانب مصر في إرهاصاتها.

سورية تتمسك بسيادتها، دستورها ملك شعبها وهي حرة في اختيار من يمثلها رئيساً ولا تقبل أي فرضية أو وصاية على حريتها كما لم تقبلها يوماً والتاريخ يشهد وإن بقيت مقاعد ناخبي ترامب فارغة أم امتلأت، نجح ترامب أو غيره تبقى أميركا عدوة لنا مادام لها قوات على أرضنا والكيان الصهيوني يكتب نهايته إن حارب المقاومة، قيصر فرصة لصناعة مستقبل سورية في الاعتماد على ذاتها وتماسك شعبها.

إضاءات-شهناز صبحي فاكوش

 

آخر الأخبار
إصلاح محطة ضخ الصرف الصحي بمدينة الحارة صحة اللّاذقية تتفقد مخبر الصحة العامة ترامب يحذر إيران من تبعات امتلاك سلاح نووي ويطالبها بعدم المماطلة لكسب الوقت  الأونروا: إسرائيل استهدفت 400 مدرسة في غزة منذ2023 صحة طرطوس تستعد لحملة تعزيز اللقاح الروتيني عند الأطفال الأونكتاد" تدعو لاستثناء اقتصادات الدول الضعيفة والصغيرة من التعرفات الأميركية الجديدة إصلاح المنظومة القانونية.. خطوة نحو الانفتاح الدولي واستعادة الدور الريادي لسوريا التربية تباشر تأهيل 9 مدارس بحماة مركز لخدمة المواطن في سلمية الاستثمار في المزايا المطلقة لثروات سوريا.. طريق إنقاذ لا بدّ أن يسير به الاقتصاد السوري أولويات الاقتصاد.. د. إبراهيم لـ"الثورة": التقدّم بنسق والمضي بسياسة اقتصادية واضحة المعالم خبراء اقتصاديون لـ"الثورة": إعادة تصحيح العلاقة مع "النقد الدولي" ينعكس إيجاباً على الاقتصاد المحلي في ختام الزيارة.. سلام: تفتح صفحة جديدة في مسار العلاقات بين لبنان وسوريا  محافظ اللاذقية يلتقي مواطنين ويستمع إلى شكاويهم المصادقة على عدة مشاريع في حمص الأمن العام بالصنمين يضبط سيارة مخالفة ويستلم أسلحة مشاركة سوريا في مؤتمر جنيف محور نقاش مجلس غرفة الصناعة منظومة الإسعاف بالسويداء.. استجابة سريعة وجاهزية عالية صدور نتائج مقررات السنة التحضيرية في ظل غياب الحل السياسي.. إلى أين يتجه السودان؟