على مدى أعوام وأعوام، وطلاب الشهادة الثانوية بفروعها المختلفة وخاصة فرعها العلمي، يعيشون ضغطاً نفسياً كبيراً.. دورات صيفية ودورات شتوية ومدارس خاصة وجلسات ودروس امتحانية فردية وجماعية، وذلك لصعوبة المنهاج وضخامته، عدة كتب رياضيات ومثلها فيزياء وأخرى للعربي والفلسفة…الخ، وضعف الكادر التدريسي المهني الذي يدرسه في أغلب المدارس، ما ينعكس سلباً على الطلاب ويدفعهم دفعاً إلى أحضان الدروس الخصوصية والمدارس الخاصة غنيهم و فقيرهم، ويبدأ معها استنزاف جيوب الأهالي.
لقد حاولت وزارة التربية الحد من ظاهرة الدروس الخاصة عبر تعاميم متلاحقة ولكن دون جدوى، بل ازدادت هذه الظاهرة انتشاراً مع انتشار وباء كورونا وإيقاف العام الدراسي لكافة المدارس حرصاً على سلامة الطلاب، حيث تم تحويل صالات الأفراح والأتراح إلى قاعات صفية لهذه الجلسات الامتحانية، وأصحاب الصالات غير آبهين بالتحذيرات الطبية من الاختلاط وجمع عدد كبير من الطلاب ضمن قاعات مغلقة، مستغلين خوف وحرص الطلاب على تحقيق أفضل النتائج، وخاصة بعد إلغاء الدورة التكميلية والتي كانت فرصة إضافية حيث يستطيع الطالب من خلالها تحسين درجاته في بعض المواد.
كل هذه المعاناة وهذا الضغط النفسي الكبير وخوف الطلاب وأسرهم الذي يتكرر على مدى كل هذه الأعوام كما أسلفنا لم يدفع الجهات المعنية في وزارة التربية وغيرها أن تبحث عن حل لتطوير نظام امتحان شهادة البكالوريا، لقد بدلنا وطورنا جميع مناهجنا من الأول الابتدائي إلى جميع المراحل الجامعية، ولم نجرأ أن نقترب ونطور نظام امتحان شهادة البكالوريا… لماذا هذا الخوف من الاقتراب وتطبيق تجارب الآخرين؟
لماذا لا يكون الامتحان مثلاً على فصلين خلال العام الدراسي؟.. أو لماذا لا تحتسب درجات الطالب على مدى سنوات المرحلة الثانوية الثلاث ونجنب طلابنا وأهاليهم كل هذا العذاب؟.
القول إن تطوير نظام امتحان الشهادة الثانوية كما في جميع دول العالم تقريباً يقلل من مصداقية الشهادة السورية ومن اعتراف دول العالم بها لم يعد يقنع أحداً.
لذلك نتمنى من وزارة التربية أن تجد حلاً لهذه المعضلات، حرصاً على صحة طلابنا النفسية والجسدية أولاً وأخيراً.
ياسر حمزة – عين المجتمع