ثورة أون لاين – ظلال غصون :
بالرغم من الجهود الحثيثة التي تبذلها جميع الدول المعنية للحد من انتشار فيروس كورونا تتمادى أميركا في الاستثمار والاتجار القذر بهذه الجائحة ضاربة عرض الحائط بكل النداءات الدولية الداعية للتضامن من أجل إنقاذ العالم من هذا الوباء الذي تسبب بوفاة مئات الآلاف من الأشخاص.
وفي حين أثبتت روسيا والصين مكانتهما وحضورهما القوي في التصدي للفيروس التاجي، وتقديم المساعدة للمتضررين في الكثير من الدول، أحجمت الولايات المتحدة عن هذا الأمر، حتى أنها بدأت تستغل هذا الوباء للضغط على الدول الأخرى، فضلا عن أنها حاولت سرقة وقرصنة الأدوية الطبية المرسلة لبعض الدول، ومنها أوروبية، وسعت جاهدة لاحتكار اللقاحات، والعمل على استجرارها من الشركات المصنعة، وحجبها عن بقية دول العالم.
ومقابل العنصرية الأميركية تلك، بدأت روسيا بمد يد العون إلى من يحتاجها انطلاقا من الواجب الإنساني، وضرورة التعاون بين جميع الدول للتغلب على الوباء، حيث بدأ الصندوق الروسي للاستثمارات المباشرة ومجموعة شركات “خيم رار” في تصدير دواء “أفيفافير” المخصص لعلاج المصابين بفيروس كورونا، وتم تصدير هذا الدواء إلى بيلاروس ومن المتوقع توريده إلى كازاخستان في المستقبل القريب.
كما أعلن الصندوق الروسي في بيان عن إنتاج أول 100 ألف دورة دوائية روسية من نوع “أفيفافير” وهو ما يتجاوز بشكل كبير خطة الإنتاج الأولية، مشيرا إلى أنه تم تسليم الدواء إلى 35 منطقة في جميع أنحاء روسيا وكذلك إلى جمهورية بيلاروس”.
وتم تشكيل مؤسسة مشتركة بين الصندوق الروسي و”خيم رار” ليوفر بذلك فرصة إضافية لزيادة الطاقة الإنتاجية لهذا الدواء، لتصل إلى 300 ألف دورة تدريبية مما يلبي الطلب المحلي على الدواء ويسمح ببدء تصديره.
وثمة مفاوضات جارية حول توريد “أفيفافير” إلى عدد من دول أمريكا اللاتينية وهناك اهتمام بهذا الدواء كذلك من جانب بعض بلدان رابطة الدول المستقلة والشرق الأوسط ومناطق أخرى من العالم.
في حين يؤكد مراقبون أنه وسط السعي الإنساني الدؤوب من قبل روسيا لإنقاذ البشر أظهرت إدارة ترامب أنها مستعدة للتصادم مع الدول الأخرى مقابل احتكار الدواء أو اللقاح لمصلحتها، تحت ذريعة تأمين الإمدادات الطبية فقط لأميركا.
وفي هذا السياق كشفت صحيفة “الغارديان ” البريطانية عن الفعل الشنيع الذي قامت به أميركا حيث استحوذت على مخزون عالمي لعقار أثبت نجاحا بعلاج كورونا واحتكرت كل الكمية المنتجة لهذا الشهر وثلاثة أشهر قادمة و لم تترك أي كميات من العقار تفي باحتياجات أوروبا أو معظم دول العالم الأخرى.
وبهذا الصدد قال وزير الصحة الأمريكي أليكس عازار: “لقد أبرم الرئيس ترامب صفقةً رائعة لضمان حصول الأمريكيين على أول عقار معتمد لعلاج فيروس كوفيد 19، ونحن نريد أن نضمن، بأقصى قدر ممكن، أن يتمكن كل مريض يحتاج إلى ريمديسيفير من الحصول عليه. وتبذل إدارة ترامب كل ما في وسعها للاطلاع على كل علاج منقذ للحياة بخصوص كوفيد 19، وتأمين وصول هذه العلاجات إلى الشعب الأمريكي”.
خبراء وناشطون انتابهم القلق من الإجراءات الأمريكية أحادية الجانب بشأن عقار “ريمدسيفير” والآثار الأوسع نطاقا للاستحواذ على كمياته المنتجة، واستحضروا ما قد تقدم عليه الإدارة من إجراءات في حالة توفر لقاح للفيروس على سبيل المثال.
وعقار “ريمديسفير” يعد أول دواء توافق عليه السلطات المرخصة في أميركا لعلاج فيروس “كوفيد 19″ وقامت على تصنيعه شركة “غيلياد” وأثبت فاعلية في مساعدة الأشخاص المصابين بالفيروس على التعافي بدرجة أسرع من المرض مما يعني أن فرص النجاة من الفيروس معلقة بيد التاجر الأميركي ” ترامب” الذي أبرم صفقة جديدة على حساب الشعوب الأخرى، فاحتكاره لأكثر من 500 ألف جرعة يعني أن من يدفع أكثر يحصل على فرصة للحياة بعد موافقة الادارة الأمريكية على بيع تلك الجرعة ،وهذا ما يجعل من إمكانية حصول المرضى على العلاج ضئيل وتابع للأهواء التي تتبعها إدارة ترامب.
سياسة الاستثمار والاتجار بالبشر تعطي مؤشرات واضحة عن رعونة ووحشية الادارة القائمة التي تعلن الحرب على دولة تحاول الافلات من براثن الموت، وأشارت مصادر في وقت سابق الى أن ترامب” عمل على استمالة مختبر ألماني للحصول حصريا على لقاح ضد وباء كورونا وذكرت صحيفة “فيلت أم زونتاغ” وصحيفة “دي ويلت” الألمانية بهذا السياق إن ترامب عرض مليارات الدولارات من أجل اجتذاب شركة “كيورفاك” الألمانية إلى أميركا للاستحواذ على لقاح ضد فيروس كورونا ، مضيفة أن الحكومة الألمانية تقدم عروضا معاكسة لإقناع الشركة بالبقاء في ألمانيا .