بينما تتوسط السرير الأبيض هو الآخر بدا شاحباً، كأنه يرجو معنا معجزة ما، ما إن أنهت مسلسلها الأخير لعبة النسيان، حتى دخلت المشفى جراء إصابتها بفيروس كورونا اللعين، وحينها وهي على فراش المرض سربت صورة تظهر الحزن العميق الذي يكسو ملامحها، فهل كانت تدرك ماذا ينتظرها..؟
الصورة التي تداولها كثر للفنانة رجاء الجداوي (83) عاماً، تختلف كلياً هذه المرة عن مختلف صورها التي كنا نتابعها بأناقة تليق بفنانة لم نشاهدها يوماً إلا وهي في أبهى حالاتها، ندرك هذه المرة أنها لا تخوض دوراً درامياً جديداً، بل هي المحنة التي ستودي بها.
لاشك أن كل من عايش تطورات وأخبار مرضها خلال (43) يوماً، فكر بمتابعتها عبر تلك الفيديوهات المنتشرة على مواقع التواصل، التي تظهر فيها في مختلف مراحل حياتها، في أحدها نكتشف روحاً أخرى للفنانة، وهي تشرح للمضيفة مدى حزنها على مرض ورحيل والدتها، سرعان ما تنتشل المشاهدين من الحالة، بطريقتها الكوميدية…
في مختلف البرامج التي استضافتها وهي تتحدث تضيء فلاشات على مسيرتها، وتوثقها، بدت فيها مختلفة كلياً عن أدوارها الدرامية هنا تشع بساطة ورقة وأناقة… وهذه الصفات لم تكن سوى كساء بسيط يلمع موهبتها، وتفانيها وجديتها في الالتزام الذي أودى بحياتها حين أكدت في آخر تصريح لها، أن التزامها مع الشركة المنتجة للمسلسل هو ما جعلها تخرج لإنهاء مشاهدها، وحينها أصيبت بالمرض..!
صحيح أن خبر وفاتها، لم يكن مفاجئاً، ولكنه غريب، مخيف.. يهزنا في العمق.. ونحن لانزال نصارع فيروساً، لم يُفهم كنهه حتى الآن، وكنا قد انتظرنا حدوث معجزة ما تنقذها… يبدو أننا لا نعيشها إلاسينمائياً…!.
رؤية -سعاد زاهر