ثورة اون لاين- ادمون الشدايدة:
أصبحت هزيمة دونالد ترامب في الانتخابات الرئاسية الأميركية التي ستجري خلال تشرين الثاني المقبل، واردة للغاية بعد الشرخ الذي تعيشه البلاد جراء تصرفاته الرعناء على المستويين الداخلي والخارجي.
ويمكن قراءة عدة معطيات تشير إلى هزيمة ترامب المتوقعة، وتعتبر جريمة مينابوليس العنصرية، وما رافقها من احتجاجات غاضبة منذ ثلاثة أسابيع المنعطف، حيث عمل ترامب على صب النار على الزيت من خلال دعمه المستميت لرجال الشرطة وانتهاكاتهم المفرطة بحق السكان الملونين، واستخدام الجيش في القضاء على أكبر احتجاجات تشهدها الولايات المتحدة منذ عشرات السنين، هذا فضلا عن فشله في إدارة أزمة كورونا وما رافقها من ترد للوضع الاقتصادي، وتحميل تبعات فشله للصين ومنظمة الصحة العالمية، إضافة لخطاب الكراهية الذي ينذر بانقسام المجتمع الأميركي.
وبعد الفشل الذريع الذي مني به تجّمعه الأخير في مدينة تولسا بسبب وباء كوفيد-19، يلتقي ترامب أنصاره في تجمّع انتخابي جديد ينظّمه الأسبوع المقبل في ولاية نيو هامشير، لكن هذه المرة في الهواء الطلق في محاولة عبثية لجذب أنصاره، حيث قالت حملته الانتخابية في بيان’ إنّ تجمّع “فلنعد لأميركا عظمتها” سيجري السبت في 11 تموز في بورتسموث.
وكان ترامب اللاهث للفوز بولاية ثانية استأنف تجمّعاته الانتخابية في 20 حزيران في مدينة تولسا بولاية أوكلاهوما، لكنّ عدد المقاعد الكبير الذي ظلّ فارغاً في القاعة المغلقة حيث أقيم التجمّع أعطى صورة معاكسة لتلك التي أرادها، وهذا يعكس انخفاض شعبيته إلى مستويات قياسية بسبب سياساته الهوجاء الداخلية والخارجية.
ومعروف عن ترامب أنه مهووس بالحشود الكبيرة، إذ إنّه يتباهى على الدوام بحجم التجمّعات التي ينظّمها بالمقارنة مع تلك التي ينظّمها جو بايدن، منافسه الديموقراطي الذي تؤكّد كل استطلاعات الرأي أنّه يتقدّم في نوايا التصويت على المستوى الوطني.
كذلك فالكثير من الكتاب والمقالات تشير إلى احتمالية خسارة ترامب إضافة لما يصرح به أعضاء حملته الانتخابية الذين لم يستطيعوا إخفاء قلقهم من تلك الاحتمالية.
غابي أور ومارك كابوتو كتبا في مجلة “بوليتيكو” الأميركية مقالة في هذا الصدد استعرضا فيها الوضع الانتخابي الأميركي مشيرين إلى تراجع أداء حملة ترامب في مواجهة منافسه الديمقراطي السناتور جو بايدن.
وقال الكاتبان إن حملة دونالد ترامب تحدثت ذات مرة عن توسيع خريطته الانتخابية إلى منطقة ذات ميول زرقاء، أي مؤيدة للديمقراطيين، مثل ولايات مينيسوتا ونيفادا ونيو مكسيكو ونيو هامبشاير، والآن، أصبح كسب حفنة من تلك الولايات على الأقل مسألة بقاء بالنسبة لترامب.
فالولايات التي قال مسؤولون كبار في حملة ترامب الانتخابية إنهم يتمتعون برفاهية المتابعة لم تعد تعتبر إضافات إلى قائمة الأصوات الانتخابية للرئيس، ولكنها أساسات لإبقائه واقفاً على قدميه، بحسب أشخاص مقربين أو مشاركين في عملية إعادة انتخابه.
هذا ويتقدم بايدن على ترامب في فلوريدا وبنسلفانيا وميشيغان وويسكونسن ونورث كارولينا وأريزونا، وفقاً لاستطلاع مؤسسة “ريل كلير بولتيكس”، والذي يظهر أيضاً تقدم بادين على ترامب في الولايات الأربع التي اعتبرها مسؤولو حملة ترامب بمثابة مكاسب محتملة وهي: نيو مكسيكو ونيفادا ومينيسوتا ونيو هامبشاير.