ثورة أون لاين – ديب علي حسن:
مخطيء حد الاتهام بالغباء والحمق، من يظن أنه سيكون قادراً على فرض أي شيء على الشعب السوري، من أينما كانت الجهة والوجهة والغاية، فالمؤسسة الأممية وآليات عملها من خلال المؤسسات التي تديرها، لم يتوافق العالم على وجودها والاحتكام إليها، إلا لأنها كما يفترض – تعمل على صون سيادة الأمم والدول، وتدفع عنها الظلم والعدوان، وتلجم المعتدي، أياً كانت صفته، هذه حال التأسيس والميثاق، وفي القوانين الدولية، السيادة الوطنية، هي الخط الأحمر، الذي لايمكن لأي أحد أن يتجاوزه، ولايحق للأمم المتحدة ومؤسساتها أن تفعل ذلك.
بل على العكس عليها ضمان حمايته، من هنا على الولايات المتحدة، ومن يدور في فلكها أن يعوا أن كل ما قاموا به من خراب وتدمير وإرهاب لم يثن السوريين عن الدفاع عن سيادتهم، وبذل الغالي والنفيس في سبيل حماية الوطن ومقدراته، وقراره المستقل، وما عجزت عنه قوى العدوان على أرض الميدان لايمكن أن تصل إليه من خلال أحابيل وألاعيب السياسة والدسائس الرخيصة التي تحاك في مجلس الأمن، المكان الأكثر (أماناً وصوناً للسلم العالمي) يفترض.
و”الفيتو” الذي اتخذته روسيا والصين أمس بوجه هذه السياسات الطائشة، لم يكن الأول، وربما لن يكون الأخير مادامت واشنطن تصر على العربدة، ولكنه “الفيتو” يحمل رسالة النظام العالمي الجديد المتبلور على أساس التعددية القطبية والعمل وفق مبادىء القانون الدولي، وليس الهيمنة والاستغلال، وبالتالي العمل على انتهاك سيادة الدول، فما تم التأسيس له والعمل من أجله، هو سيادة القانون الدولي، ولكن ليس على حساب سيادة الدول وكرامتها، وعدم اتخاذ منصات الأمم المتحدة مكاناً ومنطلقاً للعدوان.
السيادة السورية، ليست مكاناً ولامجالاً، ولا موضوعاً للمساومة، ولايمكن لأي قوة مهما عتت أن تنال منها، وعلى واشنطن أن تعي أن ألاعيبها مكشوفة، ولن تنطلي علينا، والسوريون يرفضون ما تخطط له، سواء استخدم “الفيتو” أم لا، لكن الأمل المبشر للعالم الجديد أن ثمة من يراقب سلوك واشنطن ويقرأ ماوراء تحركاتها، ويعمل على الوقوف بوجهها لأنه يؤسس لعالم حر كريم.