ثورة اون لاين -يمن سليمان عباس:
ما من متابع للحراك الثقافي والقراءات التي تحفر بعيدا في مجرى المشهد السياسي والثقافي إلا ويعرف أن الجملة السابقة تنقصها كلمة الولايات المتحدة ..اي الولايات المتحدة طليعة الانحطاط ويعرف أن من وضع هذا الكتاب هو الكاتب روجيه غارودي وقد لاقى صدى كبيرا حين صدوره وقد دشن عصر الدراسات التي عرت اميركا من الداخل وقرأت الكثير من مفاسدها الثقافية والفكرية والاجتماعية وقالت: إن اميركا ليست قدرا ولا يمكن أن تكون كذلك .
امركة العالم قدر اميركا جملة قالها ذات يوم أحد رؤساء الولايات المتحدة. واستمرت زمنا طويلا تفعل فعلها في كل شيء،العمل على صبغ العالم بالثقافة والعادات والتقاليد الأميركية،وكانت هوليود اول مدافع هذا الغزو الذي وصل اول ما وصل إلى الغرب الذي يدور في فلكها .
ما جعل فرنسا وبريطانيا تعملان على رسم سياسة مواجهة ثقافية للغزو الأميركي القادم من خلال دعم السينما وانتاجها ،لكن واشنطن جددت في أدواتها وانتقلت إلى أنماط آخر ى تعمل إلى جنب الثقافة والعادات والتقاليد .
روجيه غارودي في كتابه السابق الذكر الذي ترجمه إلى العربية مروان حمزي وصدر عن دار الكاتب العربي يحلل هذا الجنون الأميركي ويقرأ من خلاله بذور الانحطاط الأميركي وها قد مضى أكثر من عقد ونصف على ما قاله غارودي ولكنه اليوم بدأ فعليا ،بل الأصح انه صار أكثر حضورا واتضحت معالم الصدع الذي كبر في اميركا .
أمركة العالم ليست قدرا وقيم اميركا الاستهلاكية ليست حلا لمشكلات العالم وثقافتها لا ترسخ الإنسانية والحرية والقيم الخيرة .
اميركا ترفض مثل هذه القيم نعني الإنسانية والعمل المشترك..لذلك يقول غارودي :نحن نرفض النظر إلى العالم بدون الإنسان والى الحياة بدون مشروع إنساني وبلا معنى وسوف نتوحد لنبني عالما غنيا بتنوعه مطمئنا لمستقبله من خلال امتزاج الشعوب والثقافات في ايمان واحد تغذيه بتجربة كل شعب وحضارته تتفتح فيه الحياة باستمرار وفق مشروع شامل يعطي كل طفل وكل امرأة وكل رجل مهما كان أصله وتقاليده الخاصة كل الوسائل لتبرز بشكل كامل امكانياته الإنسانية التي يحملها..
اميركا المتغطرسة لا تؤمن بذلك هي أحادية الرؤية في كل شيء وغالبا ليست رؤى بل هي أدوات هيمنة ووسائل غزو ضجر العالم منها وملها لأنها أدوات عبودية حديثة مغلفة باسم الإنسانية وتكذب باسمها وتتخذ من الشعارات والمصطلحات المخاتلة قاعدة للانطلاق
في الفصل العاشر من الكتاب يقول غارودي :لابد للعالم أن يرسم نهاية لحيوانية الإنسان في عصور ما قبل التاريخ ونحن في الطريق إلى القرن الحادي والعشرين ..ويرى أن الغرب هو المدين للعالم الثالث بدين مرعب ..
فهو من نهب وسرق وخرب
واليوم قد حان الوقت لاسترداد ذلك .
هذه اميركا طليعة الانحطاط والانحدار القيمي والأخلاقي والتاريخي ..
اميركا بغزوها الثقافي والفكري ومدافع بوارجها ليست قوية وجدرانها بدأت تتهدم من الداخل .