ربما كان وصف الاستغباء أقل ما يمكن أن يقال فيما يدور في الكثير من المؤسسات الأممية، التي وجدت لتكون منبراً للأمن والسلم والتعاون الدولي.. استغباء للعالم تمارسه قوى العدوان التي لم تستطع حتى الآن أن تخرج من طبيعة وحشيتها الاستعمارية كانت عليها ومازالت.. ويبدو أن الحنين الدائم إلى تلك الأدوار هو الذي يدفعها إلى المزيد من محاولات استغباء العالم..
وتحويل مجلس الأمن إلى منصة للاعتداء على الدول والشعوب التي لا تمضي بركب سياساتها العدوانية.. وإلا ما الذي يجعل الدول الغربية تحاول خلال فترة قصيرة تمرير مشاريع قرارات تنتهك سيادة الدول…
هل فعلاً تعمل هذه الدول من أجل مساعدة الشعوب المحتاجة؟، وكيف ومتى تفجرت إنسانيتها؟.. هل فرض العقوبات الظالمة على الشعب السوري الذي يقاوم الإرهاب والعدوان عمل إنساني؟…هل قطع الدواء وحتى الهواء لو استطاعوا فعل إنساني؟..
هل الصمت على كل الجرائم والفظائع التي ارتكبت بحق السوريين عمل إنساني؟… هل غض النظر عن قطع مياه الشرب في محافظة كاملة من قبل النظام التركي عمل إنساني؟.. وهذا ليس أول ولا آخر فظائعه ومن معه..
كيف يمكن لنا أن نصدق بكائيات الغرب على العالم ومنه سورية.. وهم من يريد أن يصل الدعم كله للمجموعات الإرهابية وعن طريق الممول والداعم لها تركيا..
ثمة فضائح تزكم أنوف العالم ولم يعد من متسع لها.. حتى تعود الدول الغربية إلى إعادة طرح مشاريعها العدوانية ضد سورية وسيادتها مرات ومرات..
لن يكون بمقدور من يفعل ذلك أن ينال من صمود وإرادة سورية، ولا يمكنه أن يبقى مستمراً في استغبائه للعالم إلى ما لا نهاية..
إنه الهروب إلى الأمام ومن تحمل مسؤولياته الفعلية ومحاولة تبرئة ساحاته التي امتلأت بقذارات مواقفه ولن يرحمه التاريخ..
البقعة الساخنة -بقلم أمين التحرير ديب علي حسن