ثورة اون لاين – رامز محفوظ :
منذ عقود والعلاقات التركية اليونانية تتسم بالتوتر والخلافات والتصريحات المتبادلة التي لا تخلو من لغة التهديد والتي تطورت وبلغت مؤخراً تصاعدا كبيرا ومتسارعا بين الجانبين، بلغ حد التهديد بالحرب والانزلاق نحو الخيار العسكري.
ففي ظل التعامي المفضوع والتغاضي المقصود من قبل الأمم المتحدة والاتحاد الأوروبي عن ممارسات نظام اردوغان الإرهابية وتماديه في انتهاكاته بحق جيرانه، ومواصلة هذا النظام سياسة البلطجة السافرة والتعدي الموصوف على سيادة وحقوق جارتها اليونان، يعلو الصوت اليوناني من جديد مطالباً بإيجاد حل لهذه التصرفات العدائية والتحرك السريع من قبل الاتحاد الأوروبي لوقف هذه الانتهاكات التركية المتكررة وإيجاد حل يكبل يد هذا النظام الذي باتت سياسته قائمة فقط على افتعال الأزمات وابتكار التوترات خدمة لأهدافه الاستعمارية وطموحه القائم على السرقة والنهب والتي يسعى لتمريرها.
وزير الخارجية اليوناني نيكوس دندياس أكد في هذا السياق أن أثينا ستطلب من الاتحاد الأوروبي دراسة إمكانية اتخاذ إجراءات صارمة بحق تركيا، ردا على انتهاكات محتملة من قبلها لحقوق اليونان السيادية.
وذكر دندياس في حوار مع قناة Skai اليونانية، قبيل أول اجتماع لوزراء خارجية الاتحاد الأوروبي منذ بداية جائحة فيروس كورونا سيعقد يوم غد الاثنين في بروكسل، أن اليونان ستطلب من الاتحاد إعداد قائمة بأقوى إجراءات قد تتخذ بحق تركيا في حال مخالفتها الحقوق السيادية لليونان، وذلك في إشارة إلى أعمال التنقيب التركية في شرق المتوسط.
وشدد الوزير اليوناني على ضرورة أن تتخذ أوروبا على وجه السرعة موقفا مناسبا لمنع أي انتهاكات محتملة لحقوق اليونان السيادية، مضيفا: إذا لم تحل أوروبا دون حصول ذلك، فإنه لن يعجبها ما سيأتي. لقد أكدنا لتركيا أننا لن نبقى مكتوفي الأيدي.
وأشاد دندياس بمستوى جاهزية القوات اليونانية لأي نزاع محتمل مع تركيا.
في الوقت نفسه لفت الوزير اليوناني إلى أن العقوبات التي قد يدرسها الاتحاد الأوروبي لن تتعلق بالقرار التركي الأخير بشأن إعادة تحويل معلم آيا صوفيا التاريخي في اسطنبول إلى مسجد، مشيرا إلى ضرورة منح أنقرة فرصة لمراجعة قرارها.
ولفت الوزير إلى أن منظمة الأمم المتحدة للتربية والعلم والثقافة “اليونسكو” وليس اليونان تعد الجهة المعنية بحماية المعلم التاريخي، وحذر من خطورة اعتبار مسألة آيا صوفيا قضية متعلقة بالعلاقات الثنائية بين أنقرة وأثينا فقط، مشددا على أنها تحمل طابعا عالميا.
وشن الوزير هجوما حادا على أردوغان، قائلا: أردوغان يدير ظهره للمجتمع الدولي وقواعده، يجب علينا أن لا نتجاهل الحقيقة المتمثلة بأنه لا يظهر أي روح تعاون ضمن إطار القانون الدولي.
من جانبه صرح المتحدث باسم الحكومة اليونانية، ستيليوس بيتساس، في حديث لـSkai بأن تركيا ستواجه عقوبات على خلفية قضية آيا صوفيا، قائلا إن أردوغان ارتكب خطأ تاريخيا.
وشدد المتحدث على أن جميع الخيارات مطروحة على الطاولة، موضحا أن الحديث لا يدور فقط عن عقوبات من قبل الاتحاد الأوروبي، بل ومن قبل منظمات دولية مثل “اليونسكو”.