ثورة أون لاين- فاتن عادله:
فساد ترامب وتصرفاته اللا مسؤولة تدفع به كي يكون في مرمى مواجهة حالية تزداد شراسة، وعنوان بارز يحاول منافسه جون بايدن الدخول منه إلى خط المنافسة لانتخابات 2020م، حيث الفارق الزمني المتبقي يجعل من هذا الفساد حلقة محورية للضغط على ترامب للكشف عن مزيد من فضائحه وبالتالي محاولة كسب الرهان على ورقة الرئاسة والفوز بها.
هذا الاحتدام الذي أصبح في مرحلة من الغليان السياسي دفع بايدن مرشح الحزب الديمقراطي للتأكيد أن ترامب الرئيس الأكثر فسادا في تاريخ أميركا الحديث، وذلك بعدما وصفه الشهر الماضي بأنه لا يرقى إلى مستوى المسؤولية نظراً لطريقة تعامل إدارته واستهتاره وتراخيه بالتعاطي مع تحديات جائحة فيروس كورونا المستجد.
وفي تغريدة له على حسابه بموقع تويتر أمس حذر بايدن من انتخاب ترامب في الانتخابات المقبلة المقررة في تشرين الثاني المقبل وقال: “قلتها من قبل وأقولها مجددا.. ترامب الرئيس الأكثر فسادا في تاريخ أميركا الحديث وكل يوم يبقى فيه بالسلطة يهدد مستقبل ديمقراطيتنا أكثر”.
ورغم معرفة عمق الفساد المستشري في عقلية ترامب منذ وصوله إلى السلطة إلا أن التوظيف السياسي ومن أجل الاستثمار الانتخابي رفع بايدن من منسوب “الهجوم” من أجل التحدي القادم حيث كتب في تغريدة أخرى قال فيها: “لدى الولايات المتحدة أكثر من 3 ملايين إصابة بكورونا وتوفي أكثر من 130 ألفا ومع ذلك يواصل ترامب القول إنه سيتلاشى.. إنه أمر لا يصدق”.
بايدن الذي لا يقل عن ترامب فسادا وعدوانية، لم يكن وحيداً بإشعال المواجهة بل انضم لصفه السيناتور الجمهوري ميت رومني بعد أن هاجم بحدة أمس القرار الذي أصدره ترامب الجمعة الماضية بتخفيف عقوبة صديقه روجر ستون.
وعلى تويتر قال رومني المرشح الجمهوري السابق للانتخابات الرئاسية عام 2012 م: إن ما حصل “فساد تاريخي، غير مسبوق.. رئيس أميركي يخفف عقوبة بالسجن على شخص دانته هيئة محلفين بالكذب لحماية هذا الرئيس”.
ورومني هو العضو الوحيد في الحزب الجمهوري الذي صوّت في شباط لصالح عزل ترامب، وهو أول عضو بارز في الحزب ينتقد علنا القرار الرئاسي الأخير.
الديمقراطيون كعادتهم بالمرصاد لتصرفات ترامب وفساده فاعتبروا أن ما حصل فضيحة منذ صدور القرار الجمعة، ووصفت رئيسة مجلس النواب الديمقراطية نانسي بيلوسي الجمعة “قرار ترامب تخفيف عقوبة مستشار حملته روجر ستون فساداً مثيراً للذهول”، وفي بيان لها قالت إن “الكونغرس سيتخذ تدابير لمنع هذا النوع من المخالفات الوقحة”.. “نحتاج إلى سنّ تشريع لضمان عدم إصدار أي رئيس عفوا أو تخفيفا لعقوبة بحق شخص متورط في حملة تستر لحماية الرئيس نفسه من الملاحقات القانونية”.
وقام ستون دين في تشرين الثاني بالكذب على الكونغرس ومحاولة رشوة شاهد في إطار ما سمي تحقيقاً حول صلات محتملة بين فريق حملة ترامب وروسيا، كما عمل ستون مستشارا سياسيا لترامب على فترات متقطعة طوال عشرين عاما، وحكم عليه بالسجن أربعين شهرا، وكان يفترض أن يبدأ تطبيق العقوبة الأسبوع المقبل.
لكن ترامب لم يخف رغبته في تجنيب مستشاره السابق دخول السجن، وقال الرئيس في تغريدة صباح السبت إن “روجر ستون كان هدفا لعملية اضطهاد ما كان يجب أن تحصل”. على حد قوله