لن تختلف مهمة أعضاء مجلس الشعب في المرحلة المقبلة عما سبقها من مراحل، لأن النظام الداخلي قد حدد الصلاحيات والدور والحقوق والواجبات، وعليه فإن المجلس الجديد مُطالب بأخذ دوره بشكل صحيح في متابعة أداء الحكومة وسن التشريعات اللازمة ومتابعة هموم المواطنين.
أن نجعل مجلس الشعب يقوم بواجباته يتطلب منّا أن نشارك بكثافة في انتقاء أعضاء قادرين على لعب هذا الدور، أعضاء قريبين من المواطن، قادرين على نقل همومه، يمتلكون الجرأة في مساءلة الحكومة عن خططها وبرامجها، قادرين على التشخيص والتحليل وطرح الحلول، وعندما نختار هؤلاء الأشخاص فمن المؤكد سيتحسن أداء المجلس.
وبالاتجاه الآخر عندما نتراجع عن دورنا في اختيار أعضاء المجلس فإن أصحاب المصالح والاستثمارات سيدخلون المجلس طلباً للحصانة وتغطية أعمالهم ومصالحهم التي بنوها على أكتاف المواطنين، وبذلك نكون قد مكناهم من أنفسنا وتركنا لهم المجال لمزيد من استغلال السلطة والنفوذ.
إذا كان التحدي الأول للمواطن هو اختيار من يمثله بشكل صحيح، فإن التحدي الثاني يتجسد في المشاركة الكثيفة في الانتخابات، لأن في ذلك رد مباشر على كل من استهدف وحدة سورية ودمر مؤسساتها، فكما الطالب الذي تحدى القذائف والتفجيرات وذهب إلى مدرسته وجامعته، علينا أن نذهب إلى صناديق الاقتراع، كرد على كل من تآمر وفجر وخرب، فصندوق الاقتراع لا يختلف عن المدرسة والجامعة التي ذهب إليها طلابنا، ولا يختلف عن المعمل الذي ذهب إليه العامل، ولذلك علينا أن نتوجه جميعاً إلى صندوق الاقتراع لنساهم إلى جانب من حمى الوطن وكتب أسطورة النصر على الإرهاب ورعاته.
من يقلل من أهمية المشاركة في انتخابات مجلس الشعب كمن يتراجع عن أداء واجبه في الدفاع عن الأرض، ومن لا يُحسن الاختيار كمن يساهم في حماية مُستهدفي البلد، ومن يردد أن المجلس المقبل سيكون كغيره من المجالس السابقة فهو على حق ولكن ذلك لأنه لا يساهم في اختيار أعضاء يمثلونه، أعضاء يعملون لمصلحة البلد وليس لحساباتهم.
على الملأ – بقلم مدير التحرير معد عيسى