مع تزايد أعداد رؤوس الأبقار التي أصابها المرض المسمى (جدري البقر) وتوارد أنباء عن نفوق العشرات منها في أكثر من منطقة ومحافظة، بات الأمر بحاجة إلى تحرك جدي باتجاه إيجاد الآليات التي من شأنها تقليل الخسائر الناجمة عن هذا المرض الذي نتمنى ألا يكون قد خرج عن نطاق السيطرة حتى الآن..!!
فمن المعلوم أن الثروة الحيوانية بوصفها الشق الآخر من القطاع الزراعي، تعتبر من الروافد الأساسية لتأمين الغذاء من الألبان ومشتقاتها إلى اللحوم الحمراء والبيضاء والبيض، الأمر الذي يستلزم بالضرورة البحث عن الأسباب التي أدت إلى انتشار مرض الجدري والتحقق منها ومتابعتها، وخاصة أن نفوق بقرة يعتبر بمثابة كارثة تحل على المربي وعائلته، فمن جهة سعرها يتجاوز المليون ليرة، الأمر الذي يجعل تعويضها ليس بالأمر السهل، وبخسارتها يفقد المربي مصدر دخله الأساسي.
وإلى جانب السعي لمعرفة أسباب المرض والحد من انتشاره، لا بد من التفكير بالتعويض على المربين الذين يفقدون مواشيهم بهذا المرض، حرصاً على عدم تناقص أعداد القطيع في سورية، خاصة في ظل هذه الظروف التي تواجهها البلاد بسبب العقوبات الاقتصادية والحصار..
ومن المقترحات التي يمكن أن تشكل حلاً، بحسب ما ذهب إليه أحد المربين، أن يتم محاصرة المرض من خلال الإسراع في دفن البقرة التي تموت بالمرض، بما يمنع انتشار العدوى لباقي الأبقار السليمة، والتعويض المباشر على المربي ببقرة سليمة بما يسمح باستمرار تأمين حاجة المستهلك من الحليب والألبان ومشتقاتها، وهذا أيضاً سيجنب المربي التعرض لضائقة اقتصادية نتيجة خسارته للبقرة التي كانت تشكل مصدر دخله..
التعامل مع هذه الحالة بات ملحاً، وأي تأخير من قبل وزارة الزراعة والجهات المعنية في إيجاد الآليات المناسبة لمعالجة المشكلة، سيساهم في مزيد من الخسارات للمربين، وتراجع إنتاج الحليب والألبان ومشتقاتها واللحوم، وبالتالي عدم القدرة على تلبية احتياجات الأسواق المحلية والمستهلكين، الأمر الذي لا يتناسب مع ظروف الحصار والعقوبات الاقتصادية التي تفرضها قوى العدوان على بلدنا والتي لا يمكن مواجهتها إلا بزيادة الإنتاج المحلي بكل المجالات وتأمين غذاء المواطنين..
حديث الناس- محمود ديبو