ثورة اون لاين.- لميس علي:
“كل شيء يحيا ويموت..
يزدهر ويندثر..
وكذلك الحب وأوراق الزنبق”..
هكذا يربط بطل فيلم “آباء وبنات”.. بين الحب والزنبق..
لعل الحب هو زنبقته التي لا يريد لها الذبول.
وفق منطق “بداية، نهاية” يمكن للحب أن ينتهي..
أو الأصح يتحوّل يصبح شيئاً آخر.. لا تندثر بقاياه أو تتلاشى كأنها ما كانت يوماً.
في “آباء وبنات” إخراج غابرييل موكينو، ثمة رصدٌ لعلاقة حبّ أبوي مميزة التي تجمع (جايك ديفيس، راسل كرو) بابنته الطفلة (كيتي، أماندا سيفريد).
يتحدّى جايك كل شيء على الرغم من صعوبة ظرفه لأجل أن يحتفظ برعاية طفلته.. التي أثمر حبّ والدها لها حباً مضاعفاً تحوّل داخلها إلى قدرة على مساعدة الأطفال الآخرين نفسياً حين تكبر.. لكنه بذات الوقت كبّلها خوفاً من فقدان أحبّتها.. وهو ما جعلها تنطق عفوياً بعبارة “لدي ميول لتدمير الذات”..
هل لشدّة الحب أن تحوّل داخلنا قوةً مدمّرة دون أن نعي الأمر..؟
لربما اشتمل الحب على بعض السلبية لكن ذلك لا يلغي معجزته بخلق هالات جمال وإبداع وأيضاً بمنح ذويه طاقة خلّاقة لا تنفد ابداً..
وهو ما كان من أمر جايك حين ألّف كتابه (آباء وبنات) بمدة زمنية قصيرة، ثلاثة أشهر، وهو المعتاد على زمن أطول بكثير لتأليف أيٍّ من كتبه.
ثمرة حبّه لابنته كانت كتاب (آباء وبنات) الذي سيفوز بجائزة البوليتزر لكن بعد موته..
الحب منح وعطاء.. وصولاً لحدود السخاء.. بهذا المعنى فإن دائرة الحب تمضي إلى ما لا نهاية.. ببصمةٍ غير قابلةٍ للزوال..
و كما لو أنه ينمو دخلنا شجرة بجذور راسخة في تربة أرواحنا.
معجزة الحب ستمنح شخصاً آخر القدرة على التغلب على مرضٍ عضال أصابه.. بفضل حب زوجته له كما يروى فيلم (تنفس) إنتاج 2017
الفيلم الذي يأتي من إخراج أندي سركيس يصوّر إخلاص وحب الزوجة لزوجها (روبن، أندرو غارفيلد) الذي أُصيب أثناء رحلة إلى كينيا بشلل الأطفال وهو بعمر الثامنة والعشرين وهو مع زوجته في عطلته تلك.
جميع الأطباء توقعوا موته بعد ثلاثة أشهر.. لكن حب زوجته (ديانا، كلير فوي) منحه أملاً حوّل الأشهر القليلة إلى سنوات تجاوزت العشر.. وتعايش مع مرضه الذي تطلب جهاز تنفسٍ اصطناعي يبقيه على قيد الحب.. ليتحوّل بذلك إلى أحد الناشطين المدافعين عن حقوق ذوي الإعاقة.
في كلا الحكايتين.. ثمة إيماءة توحي أن الحب هو الطريق المختصر لتحقيق معجزتك.. هو الشيفرة الأجمل لتسطير أسطورتك الخاصة حين تدرك كنزك الدفين داخلك.
وإن لم تحصل على حبّ يساعدك في خلق تميزك، وحيداً ارعَ نبتته في أرض روحك.