ثورة أون لاين – عائدة عم علي:
مع اقتراب موعد الانتخابات الأميركية وفي ضوء فشله في العديد من الملفات الداخلية والخارجية يبدو أن دونالد ترامب بدأ يستشعر الخطر وبدأ يوقن أن الهزيمة قادمة لامحالة لذا بدأ بتقديم المبررات والذرائع لتلافي الهزيمة أو تأخيرها على أقل تقدير, وهو ما يفسره اقتراحه إمكانية تأجيل الانتخابات الرئاسية القادمة بحجة خوفه على الناخبين بسبب انتشار جائحة فيروس كورونا، فضلاً عن معارضته الشديدة لإجراء التصويت عبر البريد.
ترامب وفي تغريدة نشرها على تويتر اليوم الخميس، اقترح تأجيل الانتخابات الرئاسية لتجنب التصويت عبر البريد بسبب تفشي وباء “كوفيد-19″، وقال: ” إذا كان هناك تصويت عبر البريد، فإن انتخابات 2020 ستكون الانتخابات الأقل دقة والأكثر تزويراً في التاريخ”.
وأضاف: ” ستكون إهانة كبيرة للولايات المتحدة” مقترحاً تأجيل الانتخابات حتى يتمكن الناس من التصويت بشكل طبيعي وموثوق وآمن.
وعلى الرغم من الإشكاليات التي يطرحها فيروس كورونا على الانتخابات الأميركية, إلا أنه من غير المرجح أن يتم تأجيلها، بحسب العديد من المحللين, حيث سيتطلب تأجيلها قانوناً من الكونغرس، ومن غير المحتمل أن يوقع كل من مجلس النواب الذي يسيطر عليه الديمقراطيون ومجلس الشيوخ الذي يسيطر عليه الجمهوريون على هذا التأجيل.
ترامب, وفي ضوء نتائج الانتخابات لا بد وأنه سيشكك بصحتها إذا جاءت في غير صالحه، وهو ما بدأ يمهد له وهذا بما بدا واضحاً في اعتراضه على آلية التصويت عن طريق البريد، وكذلك فإن الديمقراطيين سيقاتلون بشراسة في هذه الانتخابات، خاصة في ضوء أزماتهم الكبيرة والواضحة مع إدارة ترامب للبيت الأبيض.
الجانبان يدعيان أنهما يقاتلان من أجل مستقبل أميركا، وهو ما يسوقان له في دعاياتهما الانتخابية ومن المرجح أن يواصلا المعركة حتى آخر نفس, ومن المحتمل أن يجد الجانب الخاسر على الأقل سبباً معقولاً للطعن في النتائج في المحكمة العليا ,لذا مهما كانت النتائج فالولايات المتحدة ذاهبة إلى صراعات حتمية لا نهاية لها خاصة في ظل تفشي جائحة كورونا إضافة إلى تصاعد الاحتجاجات ضد العنصرية التي تشهدها البلاد ومشاهد القتل والإجرام المتكرر من قبل شرطة ترامب التي لم تتوان عن القمع والتعذيب ولا سيما بحق المواطنين السود.