نائب مدير الإدارة السياسية في لقاء خاص مع “الثورة” بمناسبة عيد الجيش: جيشنا حطم أوهام الأعداء وفرض معادلته في المعركة الوجود الأميركي والتركي.. احتلال ويجب التصدي له بكل الوسائل جيشنا سيتصدى لأي عدوان مهما اختلفت تسمياته وأشكاله
ثورة أون لاين- لقاء ريم صالح وراغب العطية – تصوير زياد فلاح:
خمسة وسبعون عاماً، لن ينسى التاريخ، ولن تخون الذاكرة، هو اليوم المجيد الحي في كل النفوس الأبية، والذكرى الخالدة الباقية ما بقي الدهر، هو عيد صناع المجد والحضارة وحماة الأرض والعرض، عيد بواسل الجيش العربي السوري، الذين هم مصدر عز وافتخار كل السوريين، كيف لا وهم من بذلوا الغالي والنفيس من أجل سورية سيدة حرة مستقلة، كيف لا وهم من استرخصوا دماءهم الطاهرة، حتى يحيا كل السوريين بأمان واستقرار، وخاضوا الحروب ضد الإرهابيين التكفيريين على جميع الجبهات، وجعلوا تحرير التراب السوري من دنس الإرهاب المأجور ومشغليه الدوليين غايتهم المنشودة، وقدرهم الحتمي اليوم وغداً، وحتى دحر آخر مرتزق إرهابي، وخروج آخر جندي محتل، وتحقيق النصر المؤكد.
وبمناسبة عيد الجيش كان لصحيفة الثورة اللقاء التالي مع نائب مدير الإدارة السياسية سيادة اللواء محمود محمد غريب.
* سيادة اللواء كل عام وأنتم بخير بمناسبة الذكرى الخامسة والسبعين لتأسيس الجيش العربي السوري.
كلَّ عامٍ وأنتم بخير بهذه المناسبة العظيمة, كل عام ووطنُنا وشعبُنا الأبيُّ وجيشُنا الباسلُ وقائدُ الوطن السيدُ الرئيس الفريق بشار الأسد بألفِ خيرٍ، فتحيةً لجيشنا الباسل في عيدِه الخامس والسبعين.. تحيةً لرجالِه الميامين الذين يصلون الليل بالنهار عملاً دؤوباً وجهداً حثيثاً، ساهرين على أمن الوطن، يسوّرون حدوده بأجسادهم ويذودون عن ترابه بأرواحهم ودمائهم، والتحية إلى جرحى قواتنا المسلحة الأبطال الذين خطوا بجراحهم الطاهرة طريق الفداء والانتماء، والرحمة والخلود لأرواح شهدائنا الأبرار أكرم من في الدنيا وأنبل بني البشر, وكل التقدير والاحترام لأسرهم الصابرة أيقونة البذل والعطاء..
* جسد جيشنا الباسل منذ تأسيسه وحتى اليوم الأنموذج والمثل الأعلى في الانتماء والولاء للوطن, كيف تنظرون إلى الدور الذي يضطلع به اليوم في الدفاع عن الوطن وصون مستقبل أبنائه وكيف تجسدت قدرته في تحقيق الصمود والانتصار لاسيما في مواجهة الحرب الإرهابية التي يخوضها اليوم؟.
لا يستطيع عاقلٌ أنْ يُنكِرَ أهميةَ دور الجيشُ العربيُّ السوريُّ في مواجهةِ المشاريعِ الخارجية الاستعمارية عبر التاريخ، لاسيما في مواجهةِ المشروعِ الاستعماري القديم الجديد, وصموده في مواجهة أعتى هجمة إرهابية عدوانية عرفها التاريخ الحديث, ولا عجب في ذلك فجيشنا الباسل نشأ على أسس ومبادئ ثابتة مرتكزة على حب الوطن والدفاع عنه والاستعداد الدائم للتضحية في سبيله، واضطلع منذ نشأته بعبء المهام الوطنية والقومية تاريخياً وحتى يومنا هذا، عُدَتُّه في ذلك قوته الكامنة في احتضان شعبه الأبي له، والاهتمام الكبير من السيد الرئيس الفريق بشار الأسد الذي أولى قواتنا المسلحة كل الرعاية إيماناً من سيادته بعظمة دورها في الدفاع عن الوطن وصون عزته وكرامته.
كذلك فإن جيشنا الباسل خاض عبر تاريخه الطويل الكثير من المعارك والمواجهات التي عزّزت لديه الخبرة والمهارة القتالية، والتي صقلها عبر التدريب المستمر والاطلاع على أحدث ما توصلت إليه العلوم العسكرية والفنون القتالية، ولذا نقول إن كل ما سبق كان من أهم عوامل صمود جيشنا في مواجهة العدوان طيلة أكثر من تسع سنوات، وستبقى هذه العوامل الراسخة ضمانة صمود جيشنا في المستقبل, لاسيما أن الجيش العربي السوري بني وأعد لخوض حروب تقليدية وليس حرب عصابات، وما شغل بال المفكرين والباحثين العسكريين هو كيف استطاع التأقلم مع الحرب التي فرضت على سورية في مواجهة التنظيمات الإرهابية التكفيرية, وهم الذين راهنوا على قدرة الجيش العربي السوري على الصمود وتحقيق الإنجازات، وخسروا الرهان على الرغم من أن هذه الحربَ الشرسةَ العدوانيةَ هي من أعقد أنواعِ الحروب، وعلى الرغم من الدعم المتواصل والمتنوع الذي تقدِّمُهُ أطرافٌ إقليميةٌ ودوليةٌ معروفةٌ للتنظيمات الإرهابية المسلحة.
وإنني أؤكد في هذه المناسبة أنَّ جيشنا العربي السوري حطم أوهامهم وفرض معادلته، وأظهر في أدائه تكتيكاً عسكرياً عالياً وحرفية قتالية وقدرة كبيرة على التكيف مع تبدّل الظروف والمواقف.
إن الجيش العربي السوري خاض العديد من المعارك في جبهات واسعة على امتداد مساحة الوطن، وواجه مجموعات إرهابية يتم تزويدها بمختلف أنواع الأسلحة والعتاد، ولم يتوان عن خوض أي معركة في هذه الحرب الإرهابية, وهو اليوم لن يتراجع عن تحقيق الانتصار في أي معركة يدخلها، وهو اليوم أكثر قدرة على الصمود في مواجهة هذه الحرب وأي حرب مهما تعددت أوجهها بتضحيات رجاله الميامين وإيمانهم المطلق بأن الحق لابد منتصر, وأن الغاصب مهما امتهن القتل والإرهاب لابد سيهزم.
*بعد أكثر من تسع سنوات في وجه الحرب الإرهابية العدوانية تواجه سورية فصلاً جديداً من فصول الحرب الإرهابية، يتجسد في الحرب الاقتصادية المفتوحة على سورية، ما تأثير ذلك على صمود الجيش العربي السوري وعلى استمرارية العمليات العسكرية للقضاء على ما تبقى من تنظيمات إرهابية؟.
من المؤكد أن دول الغرب الاستعماري مستمرة في نهجها العدواني ضد سورية وشعبها، وأنها من خلال دعمها السافر للإرهاب واستثماره كورقة سياسية تثبت بالدلائل القاطعة رفضها الالتزام بقرارات مجلس الأمن الدولي المتعلقة بالحل السوري والتي يأتي في مقدمتها مكافحة الإرهاب والقضاء عليه.
ويأتي تصعيد العقوبات ضد الشعب السوري ليضيف بعداً وشكلاً جديداً لهذا الإرهاب، ومحاولة لتعويم مشروعها المترنح وهزيمة أدواتها من الإرهابيين، ولذلك عمدَ أولئك اليوم إلى شنِّ حملة إرهابية دعائية جديدة عبر ما أسموه “قانونَ قيصر” ضمن سياق حربهم الاقتصادية المفتوحة على سورية منذ سنوات، هادفين من خلالها إلى تحقيق ما عجزت أدواتهم التكفيرية عنه بعد أن تقهقرت جموعها في مواجهة بسالة وبطولة رجال الجيش العربي السوري.
سورية التي صمدت في وجه جميع أشكال العدوان والإرهاب والحصار منذ عقود وحتى يومنا هذا، قادرة على مواصلة الصمود وتحقيق الانتصار بشعبها الأبي وجيشها الباسل وقيادتها الحكيمة، وبأصدقائها الأوفياء الذين يساندونها ويقفون إلى جانبها في الدفاع عن قضيتها العادلة.
فالشعب السوري وجيشه الباسل الذي أجهض بصموده الأسطوري وملاحمه البطولية المشروع الأمريكي دفاعاً عن سيادة سورية ووحدتها أرضاً وشعباً لن يسمح بإعادة إحياء مشروعهم المندحر، وسيواجه هذا الشعب عقوباتهم بنفس العزيمة والإصرار التي هزم بها أدوات أمريكا من المجموعات الإرهابية.
وانطلاقاً من هنا، إن قواتنا المسلحة الباسلة ستتابع عملياتها الحاسمة ضد تجمعات الإرهابيين ومحاور انتشارهم، وستلاحق فلولهم أينما وجدت مهما حاول رعاتهم حمايتهم، وستتصدى لأي عدوان مهما اختلفت تسمياته وأشكاله، ولن تفلح لا العقوبات الأمريكية ولا كل من يدعم الإرهاب التكفيري المسلح في ثني جنودنا الميامين عن متابعة مهامهم الميدانية حتى يتم تطهير كامل التراب السوري من رجس التنظيمات الإرهابية المسلحة.
* النظام التركي اليوم منخرط في تنفيذ أجندته الاستعمارية, عبر احتلاله العديد من المناطق السورية ونهبه وسرقته لمقدرات الشعب السوري, بالإضافة إلى الدعم الذي يقدمه إلى من تبقى من التنظيمات الإرهابية, الأمر ذاته يقوم به الاحتلال الأمريكي في شرق سورية كيف سيواجه الجيش العربي السوري هذا الفصل الجديد من الحرب؟.
إن استمرار السياسات العدوانية تجاه سورية لم تتوقف, حيث تعمد كل من الولايات المتحدة الأمريكية وتركيا إلى الاستثمار في الإرهاب عبر الإيعاز للتنظيمات الإرهابية بالاعتداء على المناطق المدنية الآمنة ونقاط الجيش العربي السوري وزيادة حجم الدعم للتنظيمات الإرهابية بهدف تقويض أي اتفاق لوقف الأعمال القتالية وإفشال الجهود الرامية لإيجاد حل سلمي للأزمة في سورية, والعالم أجمع يدرك ويعلم أن الوجود الأمريكي والتركي هو احتلال ويجب التصدي له بكل الوسائل الممكنة, وسورية تواجه منذ أكثر من تسع سنوات أشرس حرب في التاريخ على الرغم من حجم الاستهداف العسكري والسياسي والاقتصادي والإعلامي الدعائي، ومهما فعلوا في إجرامهم لن نستسلم ولن نتراجع عن تحرير كل شبر من أرضنا, وسنواصل المقاومة والصمود في مواجهة العدوان مهما تعددت أوجهه, ونؤكد لأبناء شعبنا الصامد الوفي أن الجيش العربي السوري كان وما يزال على قدر المسؤولية الوطنية والتحدي وسيبقى بقيادة السيد الرئيس الفريق بشار الأسد سيف الوطن ودرعه وحصنه وقلعته الصامدة في وجه المعتدين.
* على الرغم من الاتفاق الروسي التركي الهادف لوقف الأعمال القتالية وتأمين طريق حلب ــ اللاذقية الدولي تواصل المجموعات الإرهابية المدعومة من نظام أردوغان خرقها اتفاق وقف الأعمال القتالية، كيف يتعامل الجيش العربي السوري مع هذه الخروقات وهل سيفي المحتل التركي برأيكم بالتزاماته حيال ذلك؟.
رحبت سورية بكل الجهود الصادقة التي يبذلها أصدقاؤها وفي مقدمتهم روسيا الاتحادية للخروج من الأزمة، ولكن الطرف التركي ما يزال وبشكل علني يقدم الدعم للمجموعات الإرهابية الموجودة في إدلب، ونحن لا ننتظر الوعود التركية، ولذلك سنواصل بذل التضحيات فداءً لسورية وصوناً لسيادتها، وسنتعامل مع الخروقات اليومية التي ترتكبها المجموعات الإرهابية المسلحة في هذه المناطق، ورجالنا البواسل جاهزون للتصدي لأي اعتداء بكل مسؤولية وحزم، ومثل هذه الاعتداءات السافرة لن تزيدنا إلا إصراراً على القيام بواجباتنا المقدسة في الدفاع عن الوطن وأمن مواطنيه على الوجه الأكمل والقضاء على الإرهاب بمختلف مسمياته وأشكاله وأذرعه أينما وجد على امتداد مساحة الوطن.
* في ختام الحديث سيادة اللواء هل من كلمة تودون توجيهها إلى شعبنا وجيشنا في هذه المناسبة الغالية؟.
إنه لمن دواعي الفخر والاعتزاز أن أتوجهَ في عيد الجيش العربي السوري بتحيةِ التقدير لرجال قواتنا المسلحةِ الذين أثبتوا للعالم أجمع أنهم صناع المجد والحضارة.. وحماة الأرض والعرض, الرحمة على أرواحِ شهدائِنا الأبرارِ مناراتِ هذا الوطنِ الأبي وقناديلَ عزتِه وإبائِه، ولجرحانا الأبطال وأتمنى لهم الشفاء العاجل.
في ختام حديثنا أود أن أحيي العاملين في صحيفة الثورة على الجهدِ الكبيرِ المبذولِ في نَقْلِ الصورة الحقيقية للعالم، وإظهارِ الواقعِ كما هو ومواكبة العملياتِ البطوليةِ التي ينفّذُها بواسلنا في الميدان، كما أوجه التحية إلى أبناء شعبنا الأبي الصامد, وكل عام وأنتم بألف خير.