إفتتاحية الثورة – بقلم رئيس التحرير – علي نصر الله:
تَنشغل الولايات المتحدة بسَن “تشريعات” تستهدف الآخر من الخصوم والأعداء، أي مُخصصة لخارج الحدود، وهي حالة تُسجلها واشنطن مُنفردة لم يَسبقها أحدٌ لها في خرق فاضح للقانون الدولي وتَطاول غير مسبوق على ميثاق الأمم المتحدة، ذلك أنّ ما يُسمى بالعقوبات إذا كانت كنص قد أُقرت أداة لمواجهة التجاوزات، فإنها الأداة بيد المنظمة الدولية ومجلس الأمن لا بيد دول مارقة كالولايات المتحدة تتجاوز وتتطاول، تُعربد وتعتدي، ولا تُقيم وزناً لقانون أو مبدأ!.
حزمة عقوبات بعد أخرى تُعلن عنها واشنطن في إطار ما تُسميه قوانين وضعها الكونغرس لاستهداف روسيا، إيران، سورية، كوبا، فنزويلا، كوريا .. الخ، فما دوافعها؟ وهل هي أداة من أدوات الحرب، أم أنها تنطوي على فكرة تَنطلق من فَرضية الأثر الذي تتركه كخطوة لتحقيق غايات لاحقتها ولم تتمكن من بلوغها؟.
العقوبات أُحادية الجانب التي تَفرضها الولايات المتحدة هنا وهناك، هي امتداد لاعتداءات سابقة فَشلت بتحقيق الأهداف التي سعت لها، وبالتالي هي أداة من أدوات الحرب والعدوان، وهي – خلافاً لما يعتقد البعض – وسيلة غير مشروعة ولا علاقة لها بالقانون، ذلك أنها لتكون خطوة لها صفة قانونية لا بد أن تَصدر عن المنظمة الدولية، أما أنها أحادية الجانب، ولم تُوافق عليها الأمم المتحدة، فإنها البَلطجة عينها!.
العقوباتُ الأميركية أحادية الجانب التي تَلتحق بها دول “الناتو” وتَرضخ للرغبة والأوامر الأميركية بتَفعيلها والالتزام بها، هي إذاً شكل من أشكال العدوان وامتداد له، هي أداة من أدوات الحرب، وهي فكرة أشبه ما تكون بالبدعة التي تُبتدع من بعد إفلاس وخيبات، غايتها التأثير على الشعوب، مُحاولة تجويعها وإفقارها، ومُمارسة أقصى الضغوط عليها لدفعها إلى الانقلاب على نظامها السياسي، خصوصاً أنها تَتَرافق دائماً مع حَملات تضليل مُنظمة تُرفع فيها شعارات كاذبة، النفاق أُسها وأساسها!.
ما يُسمى “قانون محاسبة سورية” وما يُسمى “قانون قيصر”، قَبلهما فَرضت الولايات المتحدة ودول الأطلسي – لندن رأس حَربة آنذاك – من خارج مجلس الأمن الدولي عقوبات جائرة ظالمة أحادية الجانب على سورية الدولة والشعب – منذ 1979- لم تَكن غاياتها إلا مُتطابقة بين الأمس واليوم، ذلك أن الهدف الأساسي دور سورية ومَوقفها، مَوقعها وعناصر قوتها، سياستها المبدئية وتمسكها باستقلالها وحريتها وسيادتها، ودفاعها عن فلسطين كقضية مركزية للأمة، وهي الرافعة في الأمة.
استهدافُ لقمة العيش، حبة الدواء، وكل مُتطلبات النهوض وعملية إعادة إعمار ما دمرته الحرب الإرهابية الأميركية الأطلسية السعورائيلية، من خلال العقوبات، هي تَرجمة حرفية مُباشرة لاستمرار العدوان، ومُحاولة بائسة يائسة للتأثير في المُجتمع السوري المُقاوم، وبالتالي فهي أداة تُستخدم بالحرب لكنها الفكرة القذرة المُنبثقة من حالة الخيبة والإفلاس، التي سيُعمقها السوريون بصمودهم، باعتمادهم على الذات، بتطوير أدوات المُواجهة، ودائماً بما يُسقط مشروع العدوان. وإنّ من حققَ الإعجاز بدحر حُثالات العالم الإرهابية، لن يَقبل بأقل من تَحطيم بقايا المشروع الصهيوأميركي .. راقبوا أحوال نتنياهو وكل المُنخرطين بالمؤامرة والعدوان.