أي مخاوف يتركها حزب الله لدى الكيان الصهيوني ليدخل حالة الاستنفار العسكري الكبرى، ويرفع مستوى الجاهزية القتالية إلى الدرحة القصوى، فيما يبعد جنوده عن الحدود مع لبنان وعن خطوط التماس مخافة ما يخطط له حزب الله من رد لم تعرف طبيعته حتى الآن؟
وأي حالة يمكن أن توصف بها الحياة اليومية للمستوطنين الصهاينة ،وكل منهم يخشى أن يكون الهدف المباشر لحزب الله ؟
وما طبيعة حالة الترقب الغامضة التي تضيع معها التوقعات إن كانت ستكون هناك حرباً أو عملية عسكرية محدودة أو مجرد تصعيد واستنفار يستنزف المقدرات والوقت والجهد؟
تساؤلات بسيطة تعكس قسماً من حقيقة الصراع المستمر ما بين محور المقاومة والعدو الصهيوني، فهذا الصراع اتخذ أشكالاً متعددة تبعاً للظروف والتطورات التي كانت تفرضه،ا لكن محور المقاومة وحزب الله جعلها شكلاً وقاعدة وفق رؤيته وقراره مستخدماً قوة ردع يملكها بالتأكيد ويعجز العدو عن تحديد حجمها بالضبط ، فلا هو يستطيع كبحها ولا هو يريد لها أن تستمر وتتنامى وتتعاظم فيقع أسير الظرف المفروض من جانب جيب الله.
لقد كان وعد السيد حسن نصرالله الأمين العام لحزب الله التهديد المفعول والعامل المفروض في رسم قاعدة اشتباك جديدة ، مفادها الرد اللبناني على أي عدوان صهيوني يطول لبنانياً أينما كان، فكيف سيكون الرد المتوفع على استشهاد أحد مقاتلين في العدوان الأخير؟
يوقن العدو الصهيوني أن ثمة عملية بطولية سيقوم بها حزب الله، وخاصة بعد فشل محاولاته لمنع وقوعها بذريعة عدم معرفته بوجود أي من مقاتلي حزب الله في الموقع ، فقد فشلت محاولاته عبر الأمم المتحدة وعبر وساطة دولة أفريقية الأمر الذي دفع بإرهابييه ( نتنياهو وغانتس)
لتنفيذ مسرحية إحباط عملية تسلل والاشتباك مع مقاتلي حزب الله ليأتي المؤتمر الصحفي لذينك الإرهابيين بعدها خالياً من تأكيد المسرحية القتالية التي وصفها مراقبون بحرب الظل والوهم ، واكتفيا بإعادة توجيه تهديدات لا تسمن ولا تغني.
الموقف العسكري بعد أسبوعين من العدوان الصهيوني تستنفر الأدوات الصهيونية بالكامل، وتخلى المواقع العسكرية الحدودية ويتم تشغيل القبة الحديدية بطاقتها الكبرى في الوقت الذي يستعد المستوطنون للنزول إلى الملاجىء في كل لحظة لتتعطل الحياة البومية الاعتيادية، وكل ذلك يتم في ظل مظاهرات مطالبة بسقوط نتنياهو لقيامه بعمليات فساد ورشى ودفعه المستوطنين نحو احتمالات حرب مفتوحة لا يقوى كيان العدوان على احتمال نتائجها.
بالعودة لمحاولة الإجابة بدقة على التساؤلات الأولية، نجد أن واقع القوة التي يملكها حزب الله كجزء من محور المقاومة تشكل واحداً من عوامل الردع الذي تتقهقر أمامه كل أوهام الترسانة الصهيونية ومن خلفها القوة العسكرية الأميركية والغربية الاستعمارية على الرغم من كبر حجمها، ذلك إن الأعداء كلهم غير قادرين على تحمل نتائج أي معركة أو حرب ، فالمعنويات العسكرية للصهاينة في أدنى مستوياتها والمدنيون يسارعون لمغادرة فلسطين المحتلة والعودة إلى بلادهم التي جاؤوا منها ، ما يعني انهيار الجبهة الداخلية كلياً، وهذا ما يفسر عدم تجرؤ الكيان الصهيوني على القيام بعملية عسكرية يستطيع خلالها تحقيق هدفه في القضاء على المقاومة اللبنانية والتحول إلى دعم المجموعات الإرهابية في سورية بشكل مباشر.
هذه الحقائق تؤكد أن الانتصار في أي مواجهة قادمة هو في جانب محور المقاومة بالتأكيد وإلا لما كان الكيان الصهيوني يهتم لاستشهاد مقاتل مقاوم وتستنفر كل مقدرات الدولة وتترقب نتائجها التي لا تستطيع تحديد نتائجها، فهل يبقى بعد ذلك شك؟
معاً على الطريق- مصطفى المقداد