لاشك أنها أيام قاسية تلك التي نمر بها في زمن الكورونا، فبتنا كل يوم نستيقظ على أخبار حزينة لأشخاص فقدناهم أو أصيبوا بهذا الفيروس اللعين.
هل دخل الخوف أعماقنا؟ وهل صحيح أن قوانا بدأت تهون بفعل ما نشهده ونسمعه يومياً؟ ربما استطاع فيروس كورونا أن يزرع مخاوفاً قد تكون مبررة بداخلنا، فهو يقترب أكثر وأكثر من حياتنا ومحيطنا وأحبائنا.
يوماً بعد آخر، يتضاعف شعور الخوف ويتعمق بدواخلنا أكثر فأكثر، وتقودنا أفكارنا وخيالاتنا لما هو أبعد وأشرس من حدة المرض ذاته، فندرك أن هذا الفيروس جعل في النفوس شعوراً بالقهر وغياب الحيلة في مواجهة هذا العدو وكيفية التصرف معه.
نعم.. بالرغم من سوداوية المشهد الذي فرضه الفيروس، إلا أننا نسير مع الحياة جنباً إلى جنب في سبيل أن نعيش ونحيا بسلام، كنا نعتقد أن العلم والأبحاث المتطورة وأهم الاختراعات وأحدث العلاجات الطبية والدوائية، وكل ما توصلت له البشرية، قادرة على حمايتنا، لكننا حتى الآن نشعر بالعجز التام والخذلان، بأن كل ما سمعنا عنه لم يتمكن حتى الآن من إنقاذ أرواح آلاف الناس الذين غادروا الحياة.
صحيح أن ثمة أزمات تبقى آثارها ثابتة بالروح قبل العقل لكن كلنا أمل بأن القادم أجمل، فالخوف الذي بات يغير مصائر البشر يحتاج إلى إرادة صلبة وقدرة على التحمل ربما لا يعرفها أحد أكثر من السوريين أنفسهم.
زمن الكورونا وإن كان صعباً معقداً شرساً إلا أنه عابر كما المحن الأخرى التي مررنا بها، سنعود كما كنا، سنعيش الحياة من جديد، فنحن من وهبنا العالم معنى الإنسانية والحياة.
رؤية – عمار النعمة