الملحق الثقافي:
المظهر والذكاء هما معنيان مختلفان تماماً وهما أيضاً مهمان جداً في المجتمع الحديث. إن الطريقة التي يبدو بها الشخص مهمة، لكن هذه الأهمية أساسية، ثم الأهم في التواصل هو الذكاء.
المظهر هو كيف ينظر الناس إلى شخص آخر. هذا جزء مهم من التواصل غير اللفظي. يعتمد تقييم إدراك المظهر على: النظافة، والحرية والسلوك، والخطاب، والأخلاق، والكاريزما.
يلعب المظهر دوراً أولياً، ولكن بعد عدة دقائق، تصبح معرفة الشخص مهمة. إن المظهر مهم كتفضيل بصري، والذكاء هو مهارة دائمة وأساسية يمكن أن تكون مفيدة في المستقبل. في الواقع، هناك العديد من الأشخاص الجميلين الذين ليسوا أذكياء، وهناك أيضاً الكثير من الأشخاص ليسوا جميلين ولكن لديهم المعرفة. وانطلاقاً من هذه الحقيقة يمكن اتخاذ قرار. من الواضح أنه من الجيد التواصل مع شخص ذكي وذي مظهر جيد وجذاب ولطيف. كل شخص يبحث عن شيء مهم بالنسبة إليه في شخص آخر، لذا فإن أولئك الذين يبحثون عن الذكاء في المقام الأول، سيجدونه في الأشخاص، الذين قد لا يكونون جميلين جداً وغير حسني المظهر. كذلك، أولئك الذين يبحثون فقط عن الجمال والمظهر سيجدونه، لكنه لن يتضمن الذكاء.
يجمع مفهوم الذكاء بين كل القدرات المعرفية للفرد: الإحساس، والإدراك، والذاكرة، والتمثيل، والتفكير، والخيال. الصفات الأساسية للذكاء البشري هي الفضول وعمق العقل ومرونته وحركته والمنطق. الفضول هو الرغبة في معرفة التنوع أو تلك الظاهرة من نواحٍ مهمة. هذه النوعية من العقل هي أساس النشاط المعرفي النشط. يكمن عمق العقل في القدرة على فصل المهم عن الثانوي. المرونة وحركة العقل هي قدرة الشخص على استخدام الخبرة المتاحة على نطاق واسع، والتحقيق الفوري في العناصر الموجودة في الروابط والعلاقات الجديدة، للتغلب على أنماط التفكير. يتميز منطق التفكير بتسلسل صارم. يتسم التفكير بالقدرة على استخدام هذه الحقائق والقوانين في الوقت المناسب التي تضمن صحة الأحكام والاستنتاجات.
يتطلب التفكير النقدي القدرة على تقييم نتائج الأنشطة الفكرية بدقة، وإخضاعها للتقييم النقدي، وتجاهل القرار الخاطئ. ويضمن المظهر الانطباع الأول الجيد عن الشخص، إذا كان يبدو جيداً حقاً ولديه أخلاق جيدة. إن اتساع التفكير هو القدرة على معالجة القضية ككل، دون إغفال البيانات الأولية للمشكلة المقابلة.
الخيار الأفضل هو أن يكون لديك كلاهما – حسن المظهر والذكاء والقدرة على إظهارهما. يجب أن يحصل التوازن في حياة الشخص حسن المظهر، فهو مهم أيضاً لنفسه، وإذا كان ذكياً، فعليه أن يكتشف كيفية الموازنة بين مظهره ومعرفته، ثم استخدامهما بشكل صحيح. في الوقت الحاضر من المهم أن يتم ملاحظتك في العديد من المواقف، وبالتالي يجب على الشخص الاهتمام بمظهره. والأهم هو أن يكون الإنسان ذكياً، لأنه سيكون مفيداً للغاية في الحياة.
يقول ميشيل سيريس إن «الجمال غالباً هو نور الحقيقة»، ويقول أيضاً أن المعرفة «مرعبة . إنها تندفع نحونا». بالنظر إلى هاتين العبارتين معاً، يمكننا طرح القياس المنطقي التالي: الجمال ينير الحقيقة؛ الحقيقة تساوي الرعب أو تظهره على الأقل؛ لذلك فإن الجمال ينير ويقود إلى الرعب. إذا كنا نساوي المعرفة بالحقيقة، فيجب أن نستنتج أن الجمال يكشف الرعب.
يمكن للبشر فهم ما يعنيه أن تكون إنساناً، وفهم البشر الآخرين، وفهم الإنسانية. ما لا يمكننا فهمه، هو العالم في حد ذاته أو لذاته. في اللحظة التي نحاول فيها القيام بذلك، فإننا بالفعل نفسر العالم وفقاً للمصطلحات البشرية مرة أخرى، وبالتالي نبطل محاولاتنا. الإنسانية محدودة، وبسبب هذا القيد، نحن منفتحون على عالم مجهول، عالم من الرعب المحتمل. إضافة إلى ذلك، هناك حدود المعرفة التي لدينا عن الإنسانية وأنفسنا؛ المجهول هنا يمكن أن يكون مرعباً تماماً دون قلق من غير البشر.
صرح سيريس أن الحب «لا يثبت بالكلمات أو بأحرف الحب». النقطة المهمة هي أن الأفكار، حتى عندما يتم التحدث بها بجدية، ليست كافية. حتى الأفكار التي تتماشى مع ما يعتقد المرء أنه حقيقي لا تكون صحيحة حتى يتم التصرف بناءً عليها. إذن، لا تتحقق المعرفة الكاملة حتى يتم التصرف على أساس عقلانية المرء، تماماً كما لا يمكن للحقيقة أن تكون موجودة من دون فعل؛ ما هو حقيقي هو محتويات الوعي التي تم الحكم عليها على أنها معقولة وتم التصرف بناءً عليها، تماماً مثل المعرفة التي تم اختبارها وفهمها والحكم عليها والتصرف بناءً عليها.
لا يمكن معرفة كل شيء من خلال ذاتية محدودة، وبينما لا يمكن بناء كلية حقيقية، فإن العقل الموجه نحو البصيرة لا يزال يسير بشكل دائم نحو الكل مع إدراك أنه لا يمكن فهمه. بقدر ما يغلق الكون نفسه باستمرار، فهو يفتح نفسه أيضاً للاكتشاف.
إن عدم وجود أساس ثابت يوضح أن مفهوم الحقيقة أصبح مشكوكاً فيه في عصر ما بعد الحداثة. يجب أن يكون واضحاً في هذه المرحلة، أن الجدل حول ما إذا كان هناك تمييز ذي معنى بين الصواب والخطأ، من غير المحتمل أن يتم حله نهائياً على الإطلاق، وهو أمر غير مجزٍ بشكل عام. وفي نهاية المطاف، لا يمكن أن توجد المعرفة بدون الشعور بما لا يمكن معرفته.
يقول كيركيغارد إن الحقيقة هي الذاتية وأن الذاتية هي الحقيقة. لا يمكن أن تكون هناك حقيقة من دون أن يخضع شخص ما لنفسه، وتلك الحقيقة تكمن في فهم الذات الشخصية. في الوقت نفسه، سيكون هناك دائماً شيء ما وراء تجربة أي فرد. لذلك لا يمكننا أن نكون كائنات مستقلة إلا إذا كنا نسعى باستمرار ونحاول اكتشاف الحقائق، للبناء على معرفتنا الذاتية. والعكس صحيح أيضاً: عندما نتنازل عن استقلاليتنا، نبدأ بشكل منهجي في إنكار ما هو حقيقي، والتخلي عن الاستقلالية ليست مهمة صعبة.
عندما نتحدث عن ما هو حقيقي، فإننا نتحدث عن «الأشياء الحساسة» و»الأشياء المتسامية» التي قد لا يتم تحديدها من خلال لغة الواقع العلمية المنفصلة. فالحقيقة إذن لا يمكن فهمها خارج علاقتها بالجمال. هنا، إذن، نصل إلى ما يمكن أن نسميه روح المعرفة: روح البناء المستمر لحقيقة غير مكتملة تماماً من سلسلة من الحقائق المنفصلة والوصول إلى مجهول.
التاريخ: الثلاثاء11-8-2020
رقم العدد :1008