يخطئ نظام الإرهاب الأميركي كثيراً إن توهم أن بمقدوره تغيير معطيات وسياق الأحداث، ودلالاتها، ومؤشراتها على الأرض .. فهو حتى وإن ضخ مليارات الدولارات لإرهابييه المأجورين من ميليشيات “قسد” العميلة، وأذرعه التكفيرية، وحتى إن توهم بشرعنة وجودهم اللصوصي في الجزيرة السورية عبر إبرام اتفاقات لصوصية، فإن الحقيقة التي لا يختلف عليها اثنان تقول بأن وجود قوات الاحتلال وإرهابييها في الجزيرة السورية مرفوض بالمطلق، وهو وجود مؤقت، ورهن ببدء عمليات بواسل الجيش العربي السوري في المنطقة، لتحرير كل ذرة تراب من رجس المحتل الأميركي، وإرهابييه المأجورين والانفصاليين على الأرض.
السوريون محال أن يستكينوا أو يرضخوا لقوات الإحتلال الغازية، والمعتدية على الأراضي، والمنشآت، والممتلكات، والبنى التحتية السورية، وكذلك محال أن يقبلوا، أو يتقبلوا فكرة وجود المحتل الأميركي على أراضيهم، حتى وإن تمادت قواته الغاشمة، وأذرعه الإرهابية في جرائمها، ومجازرها الوحشية بحقهم.
وإلا ما معنى أن ينتفض السوريون في أرياف دير الزور والحسكة والرقة في وجه المحتل الأميركي، وكل مرتزقته، وأدواته على الأرض، أو ليس هذا أبلغ رسالة للمحتل الأميركي، بأنه زائل لا محال، وبأن وجوده غير الشرعي على الأراضي السورية، مرفوض بالمطلق، وبأنها مسألة وقت لا أكثر ولا أقل، وبأنه سيرحل رغم أنفه.
لا يعنينا كل ما يتفوه به نظام البلطجة الأميركية من ترهات، والتي يحاول من خلالها تلميع صورته، ووجهه الدميم، ورتق عوراته الأخلاقية والإنسانية، ولن نستغرب أيضاً حجم الأكاذيب التي يروج لها ويسوقها خدمة لأجنداته الاستعمارية وأطماعه التقسيمية في المنطقة، وكذلك لن نهتم بما يصدر عن ميليشياته الانفصالية والإرهابية من (فرمانات) باطلة، و لا شرعية، في المناطق التي يسيطرون عليها بالإرهاب، فسورية بجميع مكوناتها وجغرافيتها وتضاريسها من شمالها إلى جنوبها، ومن شرقها إلى غربها، ستبقى وحدة واحدة ومتكاملة، والقرار سيبقى سورياً سورياً بامتياز، أما المحتل الغاصب وأذرعه الإرهابية فإلى زوال، شاء من شاء، وأبى من أبى.
نافذة على حدث – ريم صالح