رغم تصاعد الخط البياني لأعداد المصابين بفيروس كورونا إلا أن الحكومة ماضية في إجراءات إعادة الحياة الطبيعية وتخفيف القيود على حركة المواطنين وتنقلاتهم التي اعتمدتها قبل عدة أشهر للتصدي للوباء، وذلك بالترافق مع بدء الحديث من قبل بعض الأطباء عن ضرورة التعايش مع الجائحة التي قد تستمر عدة أشهر أخرى.
التعايش مع الجائحة لن يكتب له النجاح ما لم يتم وفق خطة مدروسة وشاملة لجميع القطاعات تتضمن تغيير أنماط حياتنا المعتادة وتستهدف بشكل رئيسي التقليل ما أمكن من حجم الإصابات، وعدم ترك الأمور على عواهلها، كما لا ينبغي أن يقتصر على وعي الفرد واتباع القواعد الصحية الخاصة بالتعقيم والتطهير وارتداء الكمامات والتباعد المكاني رغم أهميته.
فكيف للفرد أن يحمي نفسه من الإصابة وهو يجد نفسه مضطراً أن يحشر نفسه بين مئات الأشخاص، على أبواب المؤسسات أو الأفران في كل مرة يريد فيها الحصول على مخصصاته من المواد المدعومة أو الخبز، والتي لم تفلح الوزارة المعنية حتى اليوم في إيجاد الطريقة المناسبة لتوزيع المخصصات فيها بصورة آمنة، وكذلك الأمر فيما لو أراد المواطن السفر إلى خارج القطر والمعاناة التي تنتظره في المراكز المخصصة للحصول على إيصال دفع قيمة فحص كورونا (بي سي آر) والعودة لإجراء الفحص الطبي ..الخ.
لابد أن تجترح خطة التعايش مع الوباء حلولاً مبتكرة لمواكبة التفشي، تعتمد في معظمها على التكنولوجيا في تسيير المعاملات الكترونياً لتقليل تنقلات المواطنين والاحتكاك المباشر بالموظفين إضافة إلى إصدار تطبيقات الكترونية للاستشارات الطبية وعيادات للتشخيص عن بعد لحل مشكلة الخط الساخن الوحيد غير القادر وحده على الرد على تساؤلات جميع المصابين.
ولا بد أن يتم تدريب الأطفال على ارتداء الكمامات وتعريفهم بأهمية ذلك قبل الالتحاق بمدارسهم الشهر المقبل، وتخصيص حصص درسية للتوعية بمخاطر الوباء وأهمية الالتزام بالقواعد الصحية التي تقيهم شر الإصابة، لتصبح مراعاة النظافة والتقيد بالتعليمات نمط حياة جديداً لدى الأجيال الناشئة، وغير ذلك من الإجراءات التي من شأنها أن تقلل قدر المستطاع من حجم الإصابات، والتي من دونها لن يستطيع نظامنا الصحي وحده درء شر الوباء.
حديث الناس – هنادة سمير