مكتبة الاسرة دون شك هي الركن الاساسي في كل عملية ثقافية تجري، فحين يرى الأطفال الأباء يمسكون كتاباً ما فإنهم يقلدونهم، وهذا ما تشير إليه الدراسات التربوية التي تتبع سير نمو الطفل، فالتقليد عند الأطفال سمة عامة إلى أن تستقيم لهم الحياة، ويأخذون مجرى جديداً، غالباً ما يكون قد أخذ مجراه من البيئة والمحيط الذي يعيشون فيه.
من هنا علينا أن نركز في هذه المرحلة من حياة أطفالنا على الثقافة والتربية، والقدرة على الإبداع، فليس كل الوقت للعب والتسلية، وتقع المسؤولية على الأسرة، إذ يجب أن يكونوا في ظروف العطلة هذه قد أعدوا الكثير من الأمور التي تشغل أطفالهم وتنمي لديهم الذائقة الجمالية واللغوية، وتأخذ بهم إلى آفاق أكثر رحابة وقدرة على تعويض الفاقد الدرسي، فالمدرسة مهمة جداً، لكن الجهد الشخصي أيضاً مهم ويجب أن يتم تفعيله.
من هنا ندعو إلى تخصيص وقت للجلوس مع الأطفال ضمن حدود التباعد المكاني، والقراءة معهم ومناقشتهم ببعض ما يقرؤون، وهذا ليس أمراً صعب المنال، فما من أسرة سورية كما نظن تخلو من مكتبة منزلية.
وربما علينا أيضاً أن نشير إلى دور وسائل الإعلام في هذه المرحلة من حيث القدرة على توجيه الأبناء لملء الفراغ الذي حدث، وتوجيههم إلى القراءة والانتباه إلى تنمية المواهب التي يميل الأطفال إليها، هذه مسؤولية جماعية، علينا أن نعمل عليها.
رؤية – عمار النعمة