قبل سنتين تفوقت حنين الجباعي في الثانوية العامة، وهي الناجية من الخطف عند داعش المتطرف في قريتها بريف السويداء، وشهدت الطفلة مقتل أمها وشقيقتها.
اليوم حنين سليم ونور خيو ابنة زميلنا فواز تتفوقان في شهادة التعليم الأساسي، وهما اللتان عاشتا ظروفاً متطابقة في ألمها وصعوبتها لظروف خطف حنين الجباعي، في ريف اللاذقية ومدينة عدرا العمالية.
عدن متمسكات بإرادة الحياة، وبشغف كبير للعلم الذي حرمن منه عند الخاطفين، وكان بانتظارهن ما بقي من أهل قدموا لهن الدعم والتشجيع ليس لتعويض ما فاتهن فقط وإنما التفوق ونيل أعلى الدرجات.
كثيرات غير نور وحنين، عشن نفس الظروف، منهن من تحدت ولم تفقد الأمل وحققت النجاح وعادت إلى الحياة الطبيعية، بفضل المساندة والدعم، وأخريات لم يتلقين المساندة فبقين في ألم ومعاناة، ألم التجربة الصعبة التي عشنها، ومعاناة عدم المساندة ووجود الدعم.
إن تفوق حنين ونور قدوة للجميع في التمسك بالحياة وامتلاك إرادة البقاء والاستمرار، ليس على هامش المعاناة وإنما في قلب العلم والنجاح.. كم سهرت الفتيات وكم تابعن دروسهن، وكم بقيت أعينهن على تحصيل علمي مميز.
قصتهن ليست منارة وقدوة للطالبات فقط، وإنما للمجتمع، لإعلاء قيمة العلم والجهد الشخصي بالتحصيل، فالإرادة التي امتلكنها يمكن أن يقابلها إرادة في المدرسة والوزارة للنهوض بالعملية التعليمية وتخليصها من العثرات والتراجعات التي سببتها الحرب العدوانية، إن استمرار العملية التعليمية في بلدنا رغم الخطر على حياة المعلمين والمعلمات والطالبات والطلاب ورغم خسارة المدارس، هو إنجاز لابد أن يتوج بإرادة للنهوض بتلك العملية وتخليصها من التراجعات والمضي قدماً.
عين المجتمع – لينا ديوب